كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 2)
الله- صلى الله عليه واله وسلم- قال: " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعد بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار " وقد نطق بذلك الكتاب العزيز في حين أهل النار (¬1) يعرضون عليها غدوا وعشيا. والعرض يستلزم الإدراك، وإلا كان عبثا ليس فيه فائدة. وفي العرض أحاديث (¬2) كثيرة. الوجه السادس: ما ثبت في أحاديث (¬3) كثيرة أنها تعرض أعمال الأحياء على الأموات، وذلك يستلزم الإدراك الذي لا يتم إلا بالحياة.
الوجه السابع: ما أخرجه ابن حبان في كتاب الوصايا (¬4)، والحاكم في المستدرك (¬5)، والبيهقي (¬6) وأبو نعيم (¬7) كلاهما في الدلائل عن عطاء الخراساني قال: حدثتني ابنة ثابت-
¬_________
(¬1) قال تعالى: {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر: 146].
(¬2) انظر الأحاديث المتقدمة (ص 619 - 621).
(¬3) بل وردت أحاديث ضعيفة في " معرفة الموتى في قبورهم بحال أهليهم وأقاربهم في الدنيا " والحديث الضعيف لا تقوم به حجة.
انظر: " أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور " لأبي الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ص 150 - 157).
- " المنامات " لابن أبي الدنيا (ص 18 - 22).
- " شرح الصدور " للسيوطي (ص 342 - 345).
- كتاب الترغيب والترهيب للحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الجوزي الأصبهاني المعروف بـ (قوام السنة). (1/ 42 - 145 رقم 156، 157، 158، 159، 165، 161، 162، 163، 164).
- وضعيف الجامع رقم (1395) و (1396) والضعيفة رقم (863 و864).
(¬4) عزاه إليه السيوطي في " شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور " (ص 353).
(¬5) (3/ 235) وقال الحاكم: " صحيح " ووافقه الذهبي.
(¬6) في الدلائل (356/ 6 - 357).
(¬7) في الدلائل (2/ 730 - 731).