كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 2)

وعبد بن حميد (¬1)، وابن المنذر (¬2)، وابن مردويه (¬3) عن أبي هريرة في تفسير الآية وهي: {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهليهم يرجعون} (¬4) قال: تقوم الساعة والناس في أسواقهم يتبايعون، ويذرعون الثياب، ويجلبون اللقاح (¬5)، وفي حوائجهم فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون.
وأخرج عبد بن حميد (¬6)، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (¬7)، وابن المنذر عن الزبر ابن العوام قال: إن الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب، والرجل يحلب الناقة، ثم قرأ {فلا يستطيعون توصية} (¬8) الآية.
وأخرج البخاري (¬9) ومسلم (¬10) وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله " لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقط فيه " الحديث إلى آخره.
وأما ما استدل به- عافاه الله- من قوله: " ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم " (¬11). فهذا قاله رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- في الدنيا فلا دخل له في مسألة السؤال، والأمر ظاهر واضح [4ب].
قال السائل- كثر الله فوائده-: المسألة الثانية: مسألة المقذيين (¬12)، وهذه المسألة أشد إشكالا من الأولى، وعذابه كون فاعلها يستخرج أشياء من الجوف الحيواني
¬_________
(¬1) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (7/ 62).
(¬2) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (7/ 62).
(¬3) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (7/ 62).
(¬4) [يس: 50]
(¬5) اللقاح: ذوات الألبان. النهاية (4/ 262).
(¬6) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (7/ 62).
(¬7) عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور (7/ 62).
(¬8) [يس: 50]
(¬9) في صحيحه رقم (7121).
(¬10) في صحيحه رقم (157).
(¬11) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (1243) من حديث أم العلاء.
(¬12) قذت قذيا وأقذيتها إذا أخرجت منها القذى، والقذى، ما يقع في العين وما ترس به. والمقصود ها هنا رقية باطلة يفعلها بعض الجهلة.
لسان العرب (11/ 77).

الصفحة 635