كتاب الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (اسم الجزء: 12)

التامِّ، (¬1) والحد الناقصَ، (¬2) والرسم .....................................
¬_________
(¬1) الحد التام: وهو الأصل وإنما يكون حقيقيًّا تام إن أنبأ عن ذاتيات المحدود الكلية المركبة كقولك ما الإنسان؟ فيقال: حيوانٌ ناطق ولذا أي ولهذا أي ولهذا القسِمِ (حدٌّ واحد) لأنَّ ذات الشيء لا يكون لها حدَّان.
(¬2) الحد الناقص: حقيقي ناقص. وله صورتان. أشير إلى الأولى منهما بقوله: إن كان بفصلٍ قريب فقط كقولنا: ما الإنسان؟ فيقال: الناطق وأشير إلى الصورة الثانية بقوله: (أو مع جنس بعيد) أي إن كان الحدُّ بفصلٍ قريبٍ مع جنس بعيد كقولنا ما الإنسان؟ فيقال: جسم ناطق، فالجنس البعيد: هو الجسم والفصل القريب: هو الناطق. ?
ويجدر الإشارة في هذا المقام إلى أن الكلي إن كان داخلاً في الذات بحيث يكون جزءًا من المعنى المدلول للفظ: فيقال له كلي ذاتي، كالحيوان الناطق بالنسبة للإنسان، وإن كان خارجًا عن الذات بأن لم يكن كذلك، فيسمى كليًّا عرضيًّا، كالماشي والضاحك بالنسبة له والكلي الذاتي: إمّا أن يكون مشتركًا بين الماهية وبين غيرها وإما أن يكون مختصًّا بها.
فالأول: يسمى (جنسًا) كالحيوان بالنسبة للإنسان، والثاني يسمي (فصلاً) كالناطق بالنسبة له. والكلي العرضي إما أن يكن مشتركًا بين الماهية وبين غيرها وإما أن يكون مختصًّا بها. فإن كان مشتركًا بين الماهية وغيرهما فيسمى (عرضًا عامًّا) كالماشي بالنسبة للإنسان، وإن كان خاصًّا بها فيسمى بين الماهية وغيرهما فيسمى (عرضًا عامًا) كالماشي بالنسبة للإنسان، وإن كان خاصًّا بها فيسمى (خاصة) كالضاحك بالنسبة له، والكي الذي هو عبارة عن نفس الماهية، كالإنسان، فإنه عبارة عن مجموع الحيوان الناطق فيسمى (نوعًا) فهذه هي الكليات الخمس التي هي مبادئ التصورات ثم إن الجنس ثلاثة أقسام قريب، كالحيوان بالنسبة للإنسان، وبعيد: كالجسم بالنسبة له، ومتوسط كالجسم النامي بالنسبة له، أما الفصل فينقسم إلى قسمين. قريب وبعيد فالقريب كالناطق بالنسبة للإنسان، والبعيد كالحسّاس بالنسبة له. (تحرير القواعد المنطقية) (ص46).

الصفحة 6364