كتاب الفرق لابن أبي ثابت

وَقَالَ ابنُ الحُدادِيةِ (240) [الخُزاعيّ] يصفُ ناقتينِ: يَبُوسانِ لم يطمِثْهُما دَرُّ حالِبٍ على الشَّوْطِ والإتعابِ كانَ مِراهُما وَحكى لي البصريّ مُحَمَّد بن سلاّم (241) عَن يُونُس النحويّ قالَ: يُقالُ: بَعيرٌ لم يطمِثْهُ حَبْلٌ، أَي [لم يُذلِلْهُ و] لمْ يَمْسَسْهُ حَبْلٌ. يقولُ: هُوَ صَعْبٌ لم يُذَلَّلْ. ويُقالُ: خَجَأَها يَخْجَؤُها خَجْأً، وعَسَلَها يَعْسِلُها عَسْلاً. وَمِنْه الحديثُ فِي المُسْتَحَلَّةِ: (حَتَّى تذوقَ العُسَيْلَةَ) (242) . ويُقالُ أَيْضا: غَسَلَها يغسِلُها غَسْلاً. وَمِنْه قِيلَ: فَحْلٌ غُسَلَةٌ، إِذا كانَ كثيرَ الضِّرَابِ. والمِغْسَلُ: الَّذِي لَا يكادُ يُلْقِحُ من كَثْرَةِ ضِرابِهِ. ويُقالُ: زَخَّ الرجلُ المرأةَ يَزُخُّها زَخًّا. وأَنْشَدَ الأَحْمَرُ (243) : أَفْلَحَ مَنْ كانَتْ لَهُ مِزَخَّه يَزُخُّها ثُمَّ ينامُ الفَخَّه ويُقالُ: فَخَّ فِي نَوْمِهِ، وَهُوَ مِثْلُ الغِطِيطِ. ويُقالُ: قَطأها (176) وخَلَجَها (244) وعَصَدَها وعَزدَها (245) ، و [هُوَ] الفَطْءُ والعَصْدُ. ويُقالُ: قَمْطَرَ يُقَمْطِرُ قَمْطَرَةً، ودَمَسَها ودَسَمَها. ويُقالُ: دَسَمَ الجُرْحَ: إِذا أَدْخَلَ فِيهِ الفَتِيلَةَ، وَهِي الدِّسامُ. وخالَطَها خِلاطاً، ورَطَأَها يَرْطَؤُها رَطْاً، ومَخَنَها، ودَعَسَها، ومَخَجَها يَمْخُجُها
__________
(240) شعره: 216. وَفِي الأَصْل والمطبوع: ابْن الحرادية. وَهُوَ تَحْرِيف.
(241) الجُمَحِي صَاحب طَبَقَات فحول الشُّعَرَاء، توفّي سنة 231 هـ. (تَارِيخ بَغْدَاد 5 / 327، نزهة الألباء 157) .
(242) غَرِيب الحَدِيث للخطابي 1 / 545، الْفَائِق 2 / 229، النِّهَايَة 3 / 237. وَرِوَايَة الحَدِيث فِيهَا جَمِيعًا: (حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته وَيَذُوق عُسَيْلَتك) . وَينظر فِي معنى الغسَيْلة: غَرِيب الحَدِيث لِابْنِ قُتَيْبَة 1 / 170، الْمغرب فِي تَرْتِيب المعرب 2 / 62، الْمِصْبَاح الْمُنِير 410.
(243) للْإِمَام عَليّ (رض) فِي غَرِيب الحَدِيث للخطابي 1 / 178.
(244) من ب.
(245) من ب. وَفِي المطبوع: عردها، بالراء الْمُهْملَة. ينظر: اللِّسَان (عزد) .

الصفحة 48