كتاب الفروسية المحمدية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

"وإنَّ حقًّا على اللهِ عزَّ وجلَّ أن لا يرفعَ شيئًا من الدُّنيا إلا وضَعَهُ".
قلتُ: تأمَّل قوله في اللفظ الأول: "أن لا يرفع شيئًا"، وفي اللفظ الثاني: "أن لا يرفع شيئًا [ح ٦] من الدُّنيا إلا وضَعَهُ"، فجعل الوضع لما رفع وارتفع (¬١)، لا لما رَفَعَه سبحانه؛ فإنه سبحانه إذا رفع عبدَه بطاعتِه، وأعزَّه بها، لا يَضعُه أبدًا (¬٢).

فصلٌ

وأما (¬٣) تناضل أصحابه بالرمي بحضرته:
ففي "صحيح البخاري" (¬٤) عن سلمة بن الأكوع قال: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفرٍ من أصحابه (¬٥) ينتضلونَ بالسُّوقِ، فقال: "ارموا يا بني إسماعيلَ فإنَّ أباكُم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فُلانٍ". قال: فأمسك أحدُ الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لكُم لا تَرمونَ؟ "، فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: "ارموا، وأنا معكم كلكم".
---------------
(¬١) في (ح، مط) (أو ارتفع).
(¬٢) في (ح، مط) (بها) بدلًا من (أبدًا).
(¬٣) في (ظ) (في) بدلًا من (وأما).
(¬٤) رقم (٢٧٤٣).
(¬٥) في صحيح البخاري في مواضعه الثلاثة بنفر - وفي رواية (على قوم) - من أسلم، كما في (ح). ولفظة (بالسوق): أوْرَدها البخاري برقم (٣٣١٦) وهذا يدل على أن ابن القيم يجمع بين الروايات في سياق واحد.

الصفحة 16