كتاب الفروسية المحمدية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

إعداد القوَّة لجهاد أعداء الله، فما لحافر البغال والحمير والبقر دخولٌ في ذلك البتَّة، ولم يسابق أحدٌ من السلف قطُّ بحمار ولا بغل.
قالوا: والحافر وقع في سياق الإثبات، فلا عموم له.
قالوا: ولا يصحُّ قياس الحمار والبغل على الخيل؛ لما بينهما من الفروق شرعًا وحسًّا ومنفعةً، وما سوَّى الله بين الخيل والحمير قطُّ، لا في سهم الغنيمة، ولا في الغزو، ولا جَعَلَ الخير معقودًا إلا في نواصيها بالأجر والغنيمة، فما أفسدَ قياسَهما على الخيل التي ظهورُها عزٌّ وبطونها كنز، وهي (¬١) معاقل وحصون، [ح ١٣] والخير معقود في نواصيها (¬٢)، والغنائم ثلثاها لها (¬٣)، وأرواثها وأبوالها في ميزان صاحبها؛ إذا ارتبطها في سبيل الله تعالى (¬٤).
---------------
(¬١) قوله (بطونها كنز وهي) من (ظ).
(¬٢) في (ح، مط) (بنواصيها). والمؤلف يشير إلى حديث عروة البارقي مرفوعًا (الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة). أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٣٤٤٣).
(¬٣) يشير المؤلف إلى حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (جعل للفرس سهمين ولصاحبه سهم)، أخرجه البخاري في صحيحه (٣٧٠٨).
(¬٤) يشير المؤلف إلى حديث أبي هريرة قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من احتسب فرسًا في سبيل الله، إيمانًا بالله، وتصديقًا بوعده، فإنَّ شَبَعَه وريَّهُ ورَوْثَه وبولَه في ميزانه يوم القيامة)، أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٢٨٩٨).

الصفحة 37