كتاب الفروسية المحمدية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

قطع الهواء (¬١) ومرَّ سادًّا، وإن كان خفيفًا حمله الهواء فارتفع.
قال: والحجَّة على (¬٢) ذلك أنَّ المركب إذا كان ثقيلًا، غاص في الماء، وإنْ كان خفيفًا، ارتفع، والهواء للسهم مثل الماء للمركب.
وردَّ آخرون هذا القول، وقالوا: نجد السَّهم السادَّ (¬٣) عن القوس الصلبة في اليوم الساكن الهواء لا بدَّ له من ارتفاع عن محاذاة مخرجهِ، والدَّليل على ذلك أن يَنْصِبَ حبلًا معترضًا في نصف من (¬٤) الأرض مساويًا لمخرج السَّهم ثم يرمي بسهم سادٍّ عن قوس صلبة، فلا بُدَّ من أن يرتفع السهم (¬٥) عنه.
وقال آخرون منهم: الَّذي صحَّ عندنا وكشفناهُ من علَّة ارتفاع السهم ونزوله: أنَّ سير السهم لا يتمُّ إلا بثلاثة أشياء:
أحدها: بدنُ الرَّامي وقوَّتُه. والثاني: قوسُه. والثالث: سهمُه.
وكلُّ واحدٍ ثلُث العلة، والدليل على هذا: أنَّك تأخذ قوسًا صلبة موترة، لا يمكنك الرَّمي عنها، فتُفَوِّق عليها سهمًا، ثمَّ تمدُّها، فتحني (¬٦) الوتر معك يسيرًا من غير أن تنحني القوس، ثم تطلق، فيمرّ السهم (¬٧) أذرعًا كثيرةً، وقد علمت أنَّ القوس لم يعمل في السهم شيئًا؛
---------------
(¬١) من قوله (ثقيلًا) إلى (الهواء و) من (ظ).
(¬٢) في (مط) (في ذلك).
(¬٣) في (ح) (الشاذ)، وكذا ما بعده.
(¬٤) من (ظ).
(¬٥) من قوله (ثم) إلى (السهم) سقط من (مط).
(¬٦) في (ظ) (تنحي)، وفي (مط) (تحنى)، وفي (ح) (فيجيء).
(¬٧) في (ح)، (مط) (القوس).

الصفحة 454