كتاب الفروسية المحمدية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

يُقتل مقبلًا.
وفي وصيَّة أبي بكر الصدِّيق لخالد بن الوليد: "احرِصْ على الموتِ؛ توهَبُ لك الحياة" (¬١).
وقال خالد بن الوليد: "حضرتُ كذا وكذا زحفًا في الجاهلية والإسلام وما في جسدي موضعٌ إلّا وفيه طعنةٌ برمحٍ أو ضربةٌ بسيفٍ، وها أنا ذا أموتُ على فراشي، فلا نامت أعيُنُ الجُبناء" (¬٢).
ولا ريب عند كل عاقل أن استقبال الموت إذا جاءك خيرٌ من استدباره، والله أعلم، وقد بيَّن هذا حسان بن ثابت قائلًا (¬٣):
وَلَسْنَا علَى الأعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... ولكِنْ على أقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدَّمَا (¬٤)
---------------
(¬١) انظر عيون الأخبار لابن قتيبة (١/ ١٢٥، ١٢٦).
تنبيه: ليس في (ظ) (أبي بكر).
(¬٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٦/ ٢٧٣)، وسنده ضعيف جدًّا، فيه علَّتان: الأولى: الواقدي، وهو متروك، والثانية الانقطاع.
القدر الثابت عنه أنه قال حين حضرته الوفاة: (لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدَّر لي، إلا أن أموت على فراشي ... ).
أخرجه الطبراني، وابن عساكر في تاريخه (١٦/ ٢٦٩) قال الهيثمي في المجمع (٩/ ٣٥٠): "وإسناده حسن". وهو كما قال.
(¬٣) من قوله (والله) إلى (قائلًا) من (ظ).
(¬٤) البيت في حماسة أبي تمام (١/ ١١٤) لحصين بن الحمام بن ربيعة المري، أحد شعراء الجاهلية وفرسانها. انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٣٩٤، وخزانة الأدب (٧/ ٤٦١ و ٤٦٥).

الصفحة 459