كتاب الفروسية المحمدية - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وفي رواية أخرى (¬١): أنهم كانوا في سفر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "تقدَّموا"، فتقدَّموا، ثم قال لعائشة: "سابِقيْني"، فسابَقَها فسبقتْهُ، ثم سافرتْ معهُ مرَّة أُخرى، فقال لأصحابِه: "تقدَّموا"، ثم قال: [ظ ٣] "سابقِيْني"، فسبقها (¬٢) فقال: "هذه بتلك".

وتسابق الصحابة على الأقدام بين يديه - صلى الله عليه وسلم - بغير رهانٍ:
ففي "صحيح مسلم" (¬٣) عن سلمة بن الأكوع قال: "بينما نحنُ نسير، وكان رجلٌ من الأنصار لا يُسْبَقُ شَدًّا (¬٤)، فجعلَ يقول: ألا مسابقٌ إلى المدينة؟ هل مِن مسابقٍ (¬٥)؟ فقلتُ: أما تكْرِم كريمًا وتهابُ شريفًا؟ قال: لا، إلا أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلتُ: يا رسول الله! بأبي أنت وأُمِّي، ذَرْني فلأسابق (¬٦) الرجل، فقالَ: "إن شئتَ"، فسبقتُه إلى المدينة".
---------------
= (٥/ ١٢٢ ق/ أ).
والحديث صححه ابن حبّان وابن عبد البر وغيرهما. انظر التمهيد لابن عبد البر (١٤/ ٩٠).
(¬١) عند أحمد في مسنده (٦/ ٢٤٦) رقم (٢٦٢٧٧) بنحوه بأطول منه.
عن أبي جعفر المعيطي عن هشام عن أبيه عن عائشة فذكرته.
وفي متنه الطويل غرابة، راجع المسند.
(¬٢) في (مط) (فسبقته - ثم سابقني وسبقني -).
(¬٣) رقم (١٨٠٧) مطولًا.
(¬٤) في (ح) (أبدًا).
(¬٥) في مسلم بعد قوله (من مسابق؟) (فجعل يعيد ذلك، قال: فلمَّا سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريمًا، ولا تهاب شريفًا).
(¬٦) في (مط) (أسابق) وفي (ح) (لأسابق)، والمثبت من (ظ)، وصحيح مسلم.

الصفحة 9