كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 1)
(4) باب في تطهير الارض من نجاسة البول
(47) عن أبي هريرة رضى الله عنه قال دخل أعرابى المسجد فصلى ركعتين ثم قال اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا احدا فالتفت النبى صلى الله عليه وسلم فقال لقد تحجرت واسعا (1) ثم لم يلبث أن بال في المسجد فأسرع الناس اليه (2) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين أهريقوا (3) عليه دلوا من ماء أو سجلا من ماء (وعنه من طريق اخر) (4) دخل أعرابى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لاحد معنا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لقد احتظرت واسعا (5)
__________
في الأرض رطبا أو يابسا , وقد ذهب الى ذلك الاوزاعى وأبو حنيفة وابو يوسف والظاهرية وابو ثور واسحق وأحمد في رواية وهى احدى الروايتين عن الشافعى وذهبت العترة والشافعى ومحمد الى انه لا يطهر بالدلك لا رطبا ولا يابسا وذهب الاكثر الى انه يطهر بالدلك يابسا لا رطبا ذكره الشوكاني
(47) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني ابي ثنا سفيان عن الزهرى عن سعيد عن ابي هريرة الحديث (غريبة) (1) أى ضيقت ما وسعه الله تعالى من رحمته قال تعالى (ورحمتي وسعت كل شئ) (2) أى هرولوا اليه ليمنعوه فنهاهم النبى صلى الله عليه وسلم (وفي روايه) عند الشيخين من حديث أنس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزرموه) أى لا تقطعوا عليه بوله لئلا يحصل له ضرر باحتباس البول وهذا من مكارم الاخلاق والرأفة بخلق الله تعالى (وقوله انما بعثتم الخ) اسناد البعث اليهم على طريق المجاز لانه صلى الله عليه وسلم هو المبعوث بما ذكر لكنهم لما كانوا في مقام التبليغ عنه فى حضوره وغيبته أطلق عليهم ذلك اذ هم مبعوثون من قبله بذلك وكان ذلك شأنه صلى الله عليه وسلم فى حق كل من يبعثه الى جهة من الجهات يقول يسروا ولا تعسروا
(3) أى صبوا كما جاء مصرحا في رواية أبى داود (والدلو) بفتح الدال المهملة مؤنثة وتأنيثها أكثر من تذكيرها وهى ما يستقى بها من البئر (وقوله أو سجلا) الظاهر ان أو هنا للشك من الراوى (والسجل) بفتح السين المهملة هى الدلو العظيمة فيها ماء قل أو كثر ولا يقال لها ذلك وهى فارغة (4) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد عم ابي سلمة عن ابي هريرة قال دخل اعرابي المسجد الخ (5) وهو بمعنى قوله فى الرواية الاولى لقد تحجرت واسعا قال في