كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 1)
فصل فيما جاء في البول من قيام
(102) عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال بلغه أن أبا موسى الأشعرى كان يبول في قارورة (1) ويقول ان بني اسرائيل كانوا اذا أصاب أحدهم البول قرض (2) مكانه قال حذيفة وددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد لقد رأيتني نتماشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهينا الى سباطة (3) فقام يبول كما يبول أحدكم فذهبت أتنحى (4) عنه فقال أدنه فدنوت منه حتى كنت عند عقبه (ومن طريق أخرى) (5) عن الأعمش حدثني شقيق عن حذيفة قال كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم في طريق فتنحى فأتى سباطة قوم فتباعدت منه فأدناني
__________
(102) عن أبي وائل (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا جرير عن منصور عن ابي وائل عن حذيفة الحديث (غريبة) (1) قارورة أى زجاجة خوفا من أن يصيبه شيئا من البول (21) قرض أى قص مكانه من ثوبه أو جلده كما في رواية أخرى وكان ذلك في شريعة بني اسرائيل (3) السباطة بضم السين المهملة بعدها موحدة وهى المزبلة والكناسة تكون بفناء الدور مرفقا لاهلها وتكون في الغالب سهلة لا يرتدج فيها البول على البائل (وفي رواية أخرى) عند الشيخين والامام أحمد أيضا (سباطة قوم) فأضافتها الى القوم اضافة اختصاص لا ملك لانها لا تخلو عن النجاسة (4) أى أتباعد كما صرح بذلك في رواية أخرى (فقال ادنه) وعند البخاري (فأشار الى) فعلم أ، قوله ادنه كان بالاشارة لا باللفظ لكراهة الكلام عند قضاء الحاجة وأما مخالفته صلى الله عليه وسلم لما عرف من عادته من الابعاد عند قضاء حاجته عن الطرق المسلوكة وعن أعين الناس فقد قيل أنه صلى الله عليه وسلم كان مشغولا بمصالح المسلمين فلعله طال عليه المجلس حتى احتاج الى البول فلو أبعد لتضرر واستدعى حذيفة ليستره من خلفة عن رؤية من عساه يمر به وكان قدامه مستورا بالحائط أو لعله فعله لبيان الجواز ثم هو في البول وهو أخف من الغائط لاحتياجه الى زيادة تكشف ولما يقترن به من الرائحة والغرض من الابعاد التستر ويحصل بارخاء الذيل والدنو من الساتر وكان حذيفة لما وقف خلفه عند عقبه استدبره وكان ذلك في الحضر لا في السفر أفاده الحافظ
(5) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن الأعمش الخ