كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 2)
بيتًا فيه جنب ولا صورة ولا كلب
(6) باب فى الاستتار عند الغسل
(439) عن ابن عبَّاس رضى الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه أمر عليًّا فوضع
__________
(غريبه) (1) قال الخطابي المراد الملائكة الذين ينزلون بالرحمة والبركة لا الحفظة لأنهم لا يفارقون الجنب ولا غيره، وقيل لم يرد بالجنب من أصابته جنابة فأخر الاغتسال إلى حضور الصلاة، ولكنه الجنب الذي يتهاون بالغسل ويتخذ تركه عادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام وهو جنب ويطوف على نسائه بغسل واحد، قال وأما الكلب فهو ان يقتني كلباً لغير الصيد والزرع والماشية وحراسة الدار، قال وأما الصورة فهي كل مصور من ذوات الأرواح سواء أكان على جدار أو سقف أم ثوب، (قال النووي رحمه الله) وفي تخصيصه الجنب بالمتهاون والكلب بالذي يحرم اقتناؤه نظر وهو محتمل أه ـ (ج) (تخريجه) رواه أبو داود والنسائي وقال بإسناد جيد قاله النووي (ج) (الأحكام) أحاديث الباب تدل على أن الجنب يحرم عليه قراءة القرآن (وقد ذهب) إلى ذلك من الأئمة القاسم والهادي والشافعي من غير فرق بين الآية وما دونها وما فوقها (وذهب) أبو حنيفة إلى أنه يجوز له قراءة دون آية إذ ليس بقرآن (وقال) المؤيد بالله والإمام يحيى وبعض أصحاب أبي حنيفة يجوز ما فعل لغير التلاوة كيا مريم اقنتي لا لقصد التلاوة، قال وقد أخرج البخاري عن أبي عباس أنه لم ير في القراءة للجنب بأسا، قال ويؤيده التسمك بعموم حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه، وبالبراءة الأصلية حتى يصح ما يصلح لتخصيص هذا العموم وللنقل عن هذه البراءة أهـ شوكاني (وقال الخطابي) كان أحمد بن حنبل يرخص للجنب أن يقرأ الآية ونحوها وكان يوهن حديث على ويضعف أمر عبد الله بن سلمة وكذلك قال مالك في الجنب أنه لا يقرأ الآية ونحوها وقد حكى عنه أنه قال تقرأ الحائض ولا يقرأ الجنب، لأن الحائض إذا لم تقرأ نسيت القرآن لأن أيام الحيض تتطاول ومدة الجنابة لا تطول، وروي عن ابن المسيب وعكرمة أنهما كانا لا يريان بأسا بقراءة الجنب للقرآن، وأكثر العلماء على تحريمه أهـ وفي أحاديث الباب ما يدل على أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه جنب ولا صورة ولا كلب وتقدم كلام الخطابي في ذلك والله أعلم.
(439) عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج ثنا شريك عن حسين بن عبد الله عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه)