كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 2)

(12) باب حجة من لم يكفر تارك الصلاة ورجا له ما يرجى لاهل الكبائر
(82) عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه إلى فىَّ، لا أقول حدَّثنى فلانٌ ولا فلانٌ، خمس صلواتٍ أفترضهنَّ الله على عباده فمن لقيه بهنَّ لم يضيِّع منهنَّ شيئًا لقيه وله عنده عهدٌ يدخله به
__________
(82) عن عبادة بن الصامت (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن اسحاق ثنا محمد بن يحيي بن حبان عن عبد الله بن محيريز عن المخدجي عن عبادة بن الصامت الحديث (تخريجه) أخرجه (لك. نس. جه. حب) وابن السكن، قال ابن عبد البر هو صحيح ثابت لم يختلف عن مالك فيه (الأحكام) احتج بحديث الباب القائلون بعدم كفر تارك الصلاة وعدم خلوده في النار لقوله صلى الله عليه وسلم (ان شاء عذبه وان شاء غفر له) لأنه لو كان كافرًا لم يدخل تحت المشيئة واحتجوا أيضًا بما رواه مسلم والامام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته، واني اختبات دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة ان شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا" وبقوله صلى الله عليه وسلم (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه) رواه البخاري عن أبي هريرة أيضا وبحديث (من مات يعلم أن لا اله الا الله دخل الجنة) رواه مسلم والامام أحمد عن عثمان وقد حملوا أحاديث التكفير على كفر النعمة أو على معنى قد قارب الكفر، وقد جاءت أحاديث في غير الصلاة اريد بها ذلك، فروى ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" متفق عليه وروى أبو ذر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه الا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار" متفق عليه، وروى ابو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اثنتان في الناس هما بهم كفر، الطعن في النسب والنياحة على الميت رواه مسلم والامام أحمد، وروى ابن عمر قال كان عمر يحلف وابي فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) رواه الامام أحمد، وروى ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مدمن الخمر ان مات لقي الله كعابد وثن" رواه الامام احمد أيضًا (قال الشوكاني رحمه الله) قد أطبق أئمة المسلمين من السلف والخلف والاشعرية والمعتزلة وغيرهم أن الأحاديث الواردة بأن من قال لا إله الا الله دخل الجنة مقيدة بعدم الاخلال بما أوجب الله من سائر الفرائض وعدم فعل كبيرة من الكبائر التي لم يتب فاعلها عنها، وان مجرد الشهادة لا يكون موجبا

الصفحة 234