كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 2)

من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(6) باب فى وعيد من ترك العصر أو أخرها عن وقتها
(130) عن ابن عمر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ترك العصر (وفى لفظ الذى تفوته صلاة العصر) متعمدًا حتى تغرب الشمس فكأنما وتر أهله وماله زاد فى روايةٍ وقال شيبان (أحد الرواة)
__________
الباب تدل غلى فاضل صلاة العصر وأنها هى الوسطى التى ذكرها الله عز وجل فى القرآن، وقد اختلف فيها العلماء من الصحابة رضى الله عنهم فمن بعدهم، فقال جماعة من الصحابة هى العصر، منهم على بن أبى طالب وابن مسعود وأبو أيوب وابن عمر وابن عباس وأبو سعيد الخدرى وأبو هريرة رضى الله عنهم، ومن التابعين الحسن البصرى وإبراهيم النخعى وقتادة وغيرهم، ومن الأئمة أبو حنيفة وداود وابن المنذر وغيرهم رحمهم الله، قال الترمذى وهو قول أكثر العلماء من الصحابة فمن بعدهم، قال النووى رحمه الله، وقال الماوردى من أصحابنا هذا مذهب الشافعى رحمه الله لصحة الأحاديث فيه، قال وإنما نص على أنها الصبح لأنه لم يبلغه الأحاديث الصحيحة فى العصر ومذهبه اتباع الحديث (وقالت طائفة) هى الصبح وإليه ذهب جماعة من الصحابة والتابعين، ومن الأئمة مالك والشافعى وجمهور أصحابة (وقالت طائفة) هى الظهر، وقال قبيصة من ذؤيب هى المغرب، وقا لغيره العشاء، وقيل إحدى الخمس مبهمة وقيل الوسطى جميع الخمس، حكاه القاضى عياض، وقيل هى الجمعة، والصحيح من هذه الأقوال قولان، العصر والصبح، وأصحهما العصر للأحاديث الصحيحة اهـ بإختصار وتصرف (م).
(130) عن ابن عمر "سنده" حدثنا عبد الله حدثنى أبى يزيد أنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر "الحديث" "غريبة" (3) روى بنصب اللامين ورفعهما والنصب هو الصحيح المشهور الذى عليه الجمهور على أنه مفعول ثان ومن رفع فعلى ما لم يسم فاعله، ومعناه انتزع منه أهله وماله وهذا تفسير مالك بن أنس، وأما على رواية النصب فقال الخطابى وغيره معناه نقص هو أهله وماله وسلبه فبقى بلا أهل ولا مال فليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله، قال القاضى عياض رحمه الله تعالى واختلفوا فى المراد بفوات العصر فى هذا الحديث، فقال ابن وهب وغيره هو فيمن لم يصلها فى وقتها المختار، وقال سحنون والأصيلى هو أن تفوته بغروب الشمس، وقيل هو تفويتها إلى أن تصفر الشمس وقد ورد مفسرًا من رواية الأوزاعى فى هذا الحديث قال فيه وفواتها أن يدخل الشمس

الصفحة 263