كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 2)

(2) باب من نام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس
(207) عن عمران بن حصينٍ رضى الله عنه قال سرينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمَّا كان من آخر اللَّيل عرَّسنا فلم نستيقظ حتَّى أيقظنا حرُّ الشَّمس
__________
وجماعة ووثقه ابن عدي وقال لم أر له حديثا منكرًا، وروى أحمد بإسناده عن بشر بن حرب أيضًا قال سمعت سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله اهـ (الأحكام) أحاديث الباب فيها الأمر بقضاء الناسي ما فاته من الصلاة من غير إثم وكذلك النائم سواء كثرت الصلاة أو قلت، وهذا مذهب العلماء كافة وشذ بعضهم فيمن زاد على خمس صلوات أنه لا يلزمه قضاء حكاه القرطبي ولا يعتد به، فإن تركها عامدًا فالجمهور على وجوب القضاء أيضًا، وحكى عن رواد وجمع يسير عن ابن حزم منهم خمسة من الصحابة عدم وجوب قضاء الصلاة على العامد لأن انتفاء الشرط يستلزم انتفاء المشروط فيلزم منه أن من لم ينس لا يصلى إذا ذكره، والخمسة الذين ذكرهم ابن حزم من الصحابة هم عمر بن الخطاب. وابنه عبد الله. وسعد بن أبي وقاص. وابن مسعود. وسلمان رضي الله عنهم، (وأجيب عنه) بأن القيد بالنسيان فيه لخروجه على الغالب، أو أنه إذا وجب القضاء على المعذور فغيره أولى بالوجوب وهو من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى كقوله تعالى {ولا تقل لهما أف} فسبهما أو ضربهما من باب أولى (وفيها أيضا) وجوب القضاء على الفور (قال الشوكاني) وإليه ذهب الهادي والمؤيد بالله والناصر أبو حنيفة وأبو يوسف والمزني والكرخي، وقال القاسم ومالك والشافعي، وروى عن المؤيد بالله أنه على التراخي، واستدلوا في قضاء الصلاة بما في بعض روايات حديث نوم الوادي من أنه لما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم بعد فوات الصلاة بالنوم آخر قضاءها واقتادوا رواحلهم التي خرجوا من الوادي، ورد بأن التأخير لمانع آخر، وهو ما دل عليه الحديث بأن ذلك الوادي كان به شيطان، ولأهل القول الأول حجج غير مختصة بقضاء الصلاة، وكذلك أهل القول الآخر (قال) واعلم أن الصلاة المتروكة في وقتها لعذر النوم والنسيان لا يكون فعلها بعد خروج وقتها المقدر لها لهذا العذر قضاء، وإن لزم ذلك باصطلاح الأصول لكن الظاهر من الأدلة أنها أداء لا قضاء، فالواجب الوقوف عند مقتضى الأدلة حتى ينهض دليل يدل على القضاء اهـ.
(207) عن عمران بن حصين (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد قال أن هشام وروح قال ثنا هشام عن الحسن عن عمران بن حصين الخ (غريبه) (1) هو السير بالليل من سرى يسرى سرى (2) التعريس نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم

الصفحة 302