كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 2)

(17) باب فى النضح بعد الوضوء
(308) عن زيد بن حارثة رضى الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ جبريل عليه السَّلام أتاه في أوَّل ما أوحى إليه فعلًّمه الوضوء والصَّلاة فلمَّا فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه (1).
(309) عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام لمَّا نزل على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فعلمه الوضوء فلما فرغ من وضوئه أخذ حفنة من ماء فرشَّ بها نحو الفرج، قال فكان النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يرشُّ بعد وضوئه
__________
(308) عن زيد بن حارثة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسن ثنا ابن لهيعة عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة الخ (غريبة) (1) (قال الخطابي رحمة الله) فى معالم السنن الانتضاح ههنا الإستنجاء بالماء وكان من عادة أكثرهم أن يستنجوا بالحجارة لا يمسون الماء، وقد يتأول الانتضاح أيضاً على رش الفرج بالماء بعد الاستنجاء ليدفع بذلك وسوسة الشيطان اهـ وذكر النووى رحمه الله عن الجمهور أن الثانى هو المراد ههنا اهو فى جامع الأصول الانتضاح رش الماء على الثوب ونحوه والمراد به أن يرش على فرجه بعد الوضوء ماء ليذهب عنه الوسواس الذى يعرض للانسان أنه قد خرج من ذكره بلل فاذا كان فى ذلك المكان بلل ذهب ذلك الوسواس اهـ (قلت) وما ذكره النووى وصاحب جامع الأصول هو الموافق لسياق أحاديث الباب ويؤيدهما أيضًا ما ذكره القاضى أبو بكر ابن العربى اهـ (تخريجة) (جه. قط) وفى اسناده ابن لهيعة وفيه مقال مشهور
(309) عن اسامة بن زيد (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هيثم قال عبد الله وسمعته أنا من الهيثم بن خارجة ثنا رشدين بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن اسامة بن زيد "الحديث" (تخريجة) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وثقه هيثم بن خارجه وأحمد بن حنبل فى رواية وضعفه آخرون اهـ (وفى الباب) عن أبى هريرة عند الترمذى، وابن عباس عند عبد الرزاق فى جامعه، وجابر عند ابن ماجه، وكلها لا تخلو من مقال ولكنها بمجموعها تنتهض للاحتجاج بها
(الأحكام) أحاديث الباب تدل على استحباب النضح عقب الوضوء وبه قالت الشافعية والحنفية والله أعلم

الصفحة 53