كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 2)

فسقته سويقًا ثمَّ قام يصلَّى فقالت له توضَّأ يا ابن أختى فإنَّى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول توضَّئوا ممَّا مسَّت النَّار (وعنه من طريق ثالث بنحوه) وفيه قال قالت لى أى بنىَّ لا تصلِّين حتَّى تتوضَّأ، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا أن نتوضَّأ ممَّا مسَّت النَّار من الطَّعام
__________
الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سفيان بن المغيرة أنه دخل على أم حبيبة الخ (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال حدثا أبي قال وحدثنا ابن اسحق قال حدثني محمد بن مسلم بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سفيان بن سعيد بن الأخنس بن شريق قال دخلت على أم حبيبة وكانت خالته فسقتنى شربة من سويق فلما قمت قالت لي أي بنى الخ (تخريجه) أخرجه الطاحوى والنسائى وأبو داود وسكت عنه المنذرى (الاحكام) قال النووي رحمه الله ذكر مسلم رحمه الله تعالى في هذا الباب الاحاديث لو رده بالوضوء مما مست النار ثم عقبها بالأحاديث الواردة بترك الوضوء مما مست النار فكانه يشير لي ان الوضوء منسوخ، وهذه عادة مسلم وغيره من أئمة الحديث يذكرون الاحاديث التي يرويها منسوخة ثم يعقبونها بالناسخ (قلت) وقد فعلت مثل ذلك في كتابي هذا (الفتح الربانى) يقتده بهم رحمهم الله (قال) وقد اختلف العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم توضؤا مما مست النار فذهب جماهير العلماء من السلف والخلف الى أنه لا ينتقض الوضوء بأكل ما مسته النار فممن ذهب اليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعبد الله بن مسعود وأبو الدرداء وابن عباس وعبد الله وأنس بن مالك وجابر بن سمرة وزيد بن ثابت وأبو موسى وأبو هريرة وأبي بن كعب وأبو طلحة عامر بن ربيعة وأبو امامة وعائشة رضى الله عنهم أجمعين وهؤلاء كلهم صحابة، وذهب اليه جماهير التابعين وهو مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعى وأحمد واسحق بن راهويه ويحيى بن يحيى وأبي ثور وأبي خيثمة رحمهم الله (وذهبت) طائفة إلى وجوب الوضوء الشرعي وضوء الصلاة بأكل ما مسته النار هو مروى عن عمر بن عبد العزيز والحسن البصرى والزهرى وأبي قلاب وابي مجلن (واحتج) هؤلاء بحديث وضوء مما مسته النار (واحتج) الجمهور بالأحاديث الواردة بترك الوضوء مما مسته النار، وقد ذكر مسلم ها منها جملة، وباقيها في كتب أئمة الحديث المشهورة (قلت) راجعت هذه الكتب فلم أجد من جمع فيها من مؤلفيها مثل ما جمع الامام أحمد رحمه الله في مسنده جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء (ثم قال النووي) وأجابوا عن حيث الوضوء مما مست النار

الصفحة 98