كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[مدة استقبال بيت المقدس]-
(أبواب القبلة)
(1) باب مدة استقبال بيت المقدس وتحويل القبلة منه الى الكعبة
(421) عن البراء بن عازبٍ رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوَّل ما قدم المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار، وأنَّه صلَّى قبل بيت المقدس ستَّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت (1) وأنَّه صلَّى أوَّل صلاةٍ صلَّاها صلاة العصر (2) وصلَّى معه قومٌ فخرج رجلٌ ممَّن صلَّى معه (3) فمرَّ على أهل مسجدٍ (4) وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صلَّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكَّة، قال فداروا كما هم قبل البيت (5) وكان يعجبه أن يحوَّل قبل البيت، وكان اليهود قد أعجبهم
__________
وكل هذه الدعاوي باطلة ومردودة فإنه لا دليل عليها ولا ضرورة إليها بل الحديث صحيح صريح في جواز ذلك وليس فيه ما يخالف قواعد الشرع لأن الآدمي طاهر وما في جوفه من النجاسة معفو عنه لكونه في معدته وثياب الأطفال وأجسادهم على الطهارة ودلائل الشرع متظاهرة على هذا والأفعال في الصلاة لا تبطلها إذا قلت وتفرقت وفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا بياناً للجواز وتنبيها به على هذه القواعد التي ذكرتها اهـ باختصار والله أعلم 421 عن البراء بن عازب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ابن موسى ثنا زهير أبو إسحاق عن البراء بن عازب " الحديث " (غريبه) (1) أي الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام (2) أي أن أول صلاة صلاها كاملة إلى الكعبة صلاة العصر (3) قيل هو عباد بن بشر وقيل عباد بن نهيك وقيل غيرهما (4) هو مسجد قباء كما في حديث ابن عمر الآتي (5) يعني الكعبة وقد وقع بيان كيفية التحول في خبر تويلة قالت فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء (قال الحافظ) وتصويره أن الإمام تحول من مكانه في مقدم المسجد إلى مؤخر المسجد لأن من استقبل الكعبة استدبر بيت المقدس وهو لو دار في مكانه لم يكن خلفه مكان يسع الصفوف ولما تحول الإمام تحولت الرجال حتى صاروا خلفه وتحول النساء حتى صرن خلف الرجال وهذا يستدعي

الصفحة 115