كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[فضل المتحابين فى الله عز وجل]-
رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قضى صلاته أقبل إلى النَّاس بوجهه, فقال يا أيُّها النَّاس اسمعوا واعقلوا واعلموا أنَّ لله عزَّ وجلَّ عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم (1) الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله, فجاء رجل من الأعراب من قاصية الناس (2) وألوى بيده إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبيَّ الله, ناس من النَّاس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله, انعتهم لنا يعني صفهم لنا, فسرَّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسؤال الأعرابىِّ, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ناس من أفناء النَّاس (3) ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة, تحابُّوا فى الله وتصافوا, يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها, فيجعل وجوههم نورًا وثيابهم نورًا, يفزع النًّاس يوم القيامة ولا يفزعون, وهم أولياء الله الَّذين لا خوف عليهم ولا يحزنون
(479) عن أبى مالك الأشعريَّ رضى الله عنه عن رسول الله
__________
كما فعلت وقد أتى في هذا الحديث بمعظم أفعال الصلاة وأقوالها فرائضها وسننها وهكذا يجب على كل مسلم أن يعلم أهل بيته وذويه كل ما يطلب منهم شرعاً مقدماً الأهم على المهم كما فعل أبو مالك رضي الله عنه ليخرج من تبعة ذلك وليقي نفسه وأهله من الوقوع في المهالك قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) (1) الغبطة بالكسر أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه وليس بحسد (2) أي من أبعدهم وليس معروفاً عندهم " والوى بيده " أي أشار (3) أي ناس غير معلومين غرباء عن قبائلهم وعشيرتهم لا تصلهم قرابة ولا مصاهرة ولا تجمعهم إلا رابطة الذين (تخريجه) قال المنذرى رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد 479 عن أبي مالك الأشعري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا أبو معاوية يعني شيبان وليث عن شهر بن حوشب عن أبي مالك الأشعري