كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[الخشوع فى الصلاة]-
وتضرع (1) وتخشع) (2) وتمسكن (3) ثمَّ تقنع يديك (4) يقول (5) ترفعها إلى ربِّك مستقبلاً ببطونهما وجهك تقول يارب يارب (6) , فمن لم يفعل ذلك فقال فيه قولا شديدًا (7)
__________
أنها أفعال مضارعة حذف منها إحدى التاءين ويدل عليه قوله في رواية أبي داود " وإن تتشهد " ووقع في بعض الروايات بالتنوين فيها على الاسمية وهو تصحيف من بعض الرواة اهـ (1) في النهاية التضرع التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة يقال ضرع يضرع بالكسر والفتح وتضرع إذا خضع وذل اهـ (2) التخشع في البصر والبدن والصوت وقيل الخضوع في الظاهر والخشوع في الباطن والأظهر أنهما بمعنى لقوله صلى الله عليه وسلم " لو خشع قلبه لخشعت جوارحه " كذا في المرقاة والخشوع من كمال الصلاة قال الله عز وجل (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) قال القارئ وفي قوله تخشع إشارة إلى أنه إن لم يكن له خشوع فيتكلف ويطلب من نفسه الخشوع ويتشبه بالخاشعين (3) قال أنه قال لمصلي تبأس وتمسكن أي تذل وتخضع وهو ثم فعل من السكون والقياس أن يقال تسكن وهو الأكثر الأفصح وقد جاء على الأول أحرف قليلة قالوا تمدرع وتمنطق وتمندل اهـ (4) من إقناع اليدين رفعهما في الدعاء ومنه قوله عز وجل (مقنعي رؤسهم) أي ترفع بعد الصلاة يديك للدعاء فعطف على محذوف أي إذا فرغت منها فسلم ثم ارفع يديك سائلاً حاجتك فوضع الخبر موضع الطلب أفاده الطيبي (5) أي الراوي معناه " ترفعهما " أي لطلب الحاجة " إلى ربك " (6) الظاهر أن المراد بالتكرير التكثير (7) رواية الترمذي ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا (قال أبو عيسى) أعني الترمذي وقال غير ابن المبارك في هذا الحديث من لم يفعل ذلك فهو خداج اهـ (قلت) وخداج بكسر الخاء المعجمة أي ناقص قيل تقديره فهو ذات خداج أي صلاته ذات خداج أو وصفها بالمصدر نفسه له مبالغة والمعنى أنها ناقصة (تخريجه) أورده المنذرى وقال رواه الترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه وتردد في ثبوته وروه كلهم عن ليث بن سعد حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل وقال الترمذي سمعت محمد بن إسماعيل يعني البخاري يقول روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه فأخطأ في مواضع قال وحديث ليث ابن سعد أصح من حديث شعبة اهـ " تر " (قلت) وحديث الباب لم يروه الإمام أحمد من طريق شعبة بل من طريق ليث بن سعد فهو صالح والله أعلم

الصفحة 160