كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[فضل الخشوع فى الصلاة وما ورد فيه]-
(8) باب رفع اليدين عند تكبيرة الاحرام وغيرها
(488) عن على بن أبى طالب رضى الله عنه عن رسول الله
__________
أن عدم الخشوع تابع لما يظهر عنه من الآثار وهو أمر متفاوت فإن أثر نقصاً في الواجبات كان حراماً وكان الخشوع واجباً وإلا فلا (وقد سئل) عن الحكمة في تحذيرهم من النقص في الصلاة برؤيته إياهم دون تحذيرهم برؤية الله تعالى لهم وهو مقام الإحسان المبين في سؤال جبريل كما تقدم في كتاب الإيمان (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) (فأجيب) بأن في التعليل برؤيته صلى الله عليه وسلم لهم تنبيهاً على رؤية الله تعالى لهم فإنهم إذا أحسنوا الصلاة لكون النبي صلى الله عليه وسلم يراهم أيقظهم ذلك إلى مراقبة الله تعالى مع ما تضمنه الحديث من المعجزة له صلى الله عليه وسلم بذلك ولكونه يبعث شهيداً عليهم يوم القيامة فإذا علموا أنه يراهم تحفظوا في عبادتهم ليسهد لهم بحسن عبادتهم أفاده الحافظ (ف) (قلت) إذا علمت ذلك فإعلم أن الخشوع لب العبادة ولا تكون الصلاة كاملة إلا به فقد روى عن عثمان بن أبي دهر شن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يقبل الله من عبد عمله حتى يشهد له قلبه مع بدنه " أورده المنذرى وقال رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة هكذا مرسلاً وصله أبو منصور الديملي في مسند الفردوس يأبي بن كعب والمرسل أصح اهـ لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس خشوعاً في صلاته وعباداته كلها وقد وصل به الخشوع في الصلاة إلى درجة البكاء وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم " أما والله إني لأخشاكم لله " وتورمت قدماه في العبادة فقيل له يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك (قال أفلا أكون عبد شكوراً) رواه مسلم والإمام أحمد وغيرهما وروى ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال عز وجل إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي واستحفظه ملائكتي اجعل له في الظلمة نوراً وفي الجهالة حلماً ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة " أورده المنذرى وقال رواه البزار من رواية عبد الله بن واقد الحراني وبقية رواته ثقات اهـ (تر) فعليكم أيها المسلمون بالخشوع والتواضع والتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن الله يمن علينا بنور الإسلام فيطمئن بالخشوع قلوبنا ويغرس التواضع في نفوسنا ويثبت الإيمان في أفئدتنا والله أسأل أن يرزقنا إيماناً كاملاً وعملاً متقبلاً إنه سميع الدعاء 488 عن على بن أبي طالب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا