كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[كتاب الصلاة - الفتح الرباني]-
(11) باب في دعاء الافتتاح والتعوذ قبل القراءة
(504) عن أبى سعيد الخدرىِّ رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من اللَّيل واستفتح صلاته وكبَّر قال سبحانك (1) اللَّهمَّ وبحمدك تبارك اسمك (2) وتعالى جدُّك (3) ولا إله غيرك، ثمَّ يقول لا إله إلاَّ الله ثلاثًا (4) ثمَّ يقول أعوذ بالله السَّميع العليم من الشَّيطان الرَّجيم من همزه ونفخه (5) ثمَّ يقول الله أكبر ثلاثًا ثمَّ يقول أعوذ بالله السَّميع العليم من
__________
فرغ من القراءة ثم بعد وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين " واستحب أصحاب الشافعي سكتة رابعة بين ولا الضالين وبين آمين قالوا ليعلم المأموم أن لفظة آمين ليست من القرآن 504 عن أبي سعيد الخدري حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن الحسن بن أنس ثنا جعفر يعني ابن سليمان عن على بن علي الشكري عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري " الحديث " (غريبه) (1) قال ابن الملك سبحان اسم أقيم مقام المصدر وهو التسبيح منصوب بفعل مضمر تقديره أسبحك تسبيحاً أي انزهك تنزيهاً من كل السوء والنقائض وقيل تقديره أسبحك تسبيحاً متلبساً ومقترناً بحمد الله فالباء للملابسة والواو زائدة وقيل الواو بمعنى مع أي أسبحك مع التلبس بحمدك وحاصله نفي الصفات السلبية وإثبات النعوت الثبوتية (2) أي كثرت بركة أسمك إذ وجد كل خير من ذكر اسمك وقيل تعاظم ذاتك أو هو على حقيقته لأن التعاظم إذا ثبت لاسمائه تعالى فأولى لذاته ونظيره قوله تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) (3) أي علا جلالك وعظمتك " والجد " الحظ والسعادة والغنى وقال الحافظ أي تعالى عناك عن أن ينقصه انفاق أو يحتاج إلى معين ونصير (4) رواية الترمذي (ثم يقول الله أكبر كبيرا) (5) زاد الترمذي ونفثه وبها انتهى الحديث عنده (وقوله أعوذ بالله) هذه الزيادة المكررة إلى قوله ونفثه ثابتة في المسند ولم أجدها مكررة عند غيره فلا أدري إذا كانت من أصل الحديث أم كررت خطأ من الناسخ وقد جاء معنى الهمز والنفخ والنفث مفسراً في حديث جبير بن مطعم الآتي بعد حديث أبي أمامة قال (قلت يا رسول الله ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال أما همزه فالموتة " بضم الميم " التي تأخذ ابن آدم وفي رواية يعني الصرع وأما نفخه الكبر ونفثه الشعر) وأصل النفث قذف النفس مع شيء من الريق وهو شبيه بالنفخ وأقل من التفل وكان الشعر من نفث الشيطان لأنه

الصفحة 177