كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

وهي مجمع المسلمين في المواصم وغيرها ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة وغيرهم وفيه أيضا ذكر الشهادتين مثنى مثنى وقد اختلف الناس في ذ لك فذهب ابو حنيفة والكوفيون والهادوية والناصرية إلى عدم استحباب الترجيع تمسكا بظاهر الحديث والترجيع هو العود إلى الشهادتين مرتين مرتين برفع الصوت بعد قولها مرتين مرتين بخفض الصوت ذكر ذلك النووي في طرح مسلم وذهب الشافعي ومالك واحمد وجمهور العلماء كما قال النووي إلى ان الترجيع في الأذان ثابت لحديث ابي محذورة الاتي في الباب التالي وهو حديث صحيح مش تمل على زيادة غير منافية فيجب قبولها وهو أيضا متأخر عن حديث عبد الله بن زيد قال النووي في شرح مسلم إن حديث ابي محذورة سنة ثمان من الهجرة بعد حنين وحديث عبد الله ابن زيد في أول الامر ويرجحه أيضا عمل أهل مكة والمدينة به قال وقد ذهب جماعة من المحدثين وغيرهم إلى التخيير بين فعل الترجيع وتركه اهـ وفيه أيضا التثويب في صلاة الفجر لقول سعيد بن المصيب فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر يعني قول بلال "الصلاة خير من النوم" وقد ذهب إلى القول بشرعية التثويب عمر بن الخطاب وابنه وأنس والحسن البصري وابن سيرين والزهري ومالك والنووي واحمد واسحاق وأبو ثور وداود وأصحاب الشافعي وهو راي الشافعي في القديم ومكروه عنده في الجديد وهو مروى عن أبي حنيفة واختلفوا في محله فالمشهور أنه في صلاة الصبح فقط وعن النخعي وابي يوسف انه سنة في كل الصلوات وحكى القاضي ابو الطيب عن الحصن بن صالح انه يستحب في إذان العشاء وروي عن الشعبي وغيره انه يستحب في العشاء والفجر والأحاديث لم ترد باثباته الا في صلاة الصبح لا في غيرها فالواجب الاقتصار على ذك والجزم بان فعله في غيرها بدعة كما صرح بذلك ابن عمر وغيره افاده الشوكاني وفيه أيضا دليل على استحباب اتخاذ مؤذن حسن الصوت لقوله صلى الله عليه وسلم "فانه اندى صوتا منك" قال النووي قيل معناه أرفع صوتا وقيل أطيب فيؤخذ منه كون المؤذن رفيع الصوت وحسنه وهذا متفق عليه قال اصحابنا فلو وجدنا مؤذنا حسن الصوت يطلب على أدانة رزقا واخر يتبرع بالأذان لكنه غير حسن الصوت فايهما يؤخذ؟ فيه وجهان اصحهما يرزق حسن الصوت وهو قول شريح والله اعلم وذكر العلماء في حكمة الأذان اربعة اشساء اظهار شعائر الاسلام وكلمة التوحيد والاعلام بدخول وقت الصلاة وبمكانها والدعاء إلى الجماعة والله اعلم أهـ وحديث معاذ يدل على تثنية الأذان والإقامة وسيأتي الكلام على ذلك في الباب التالي وحديث بلال يدل على التثويب في الفجر وتقدم الكلام عليه.

الصفحة 18