كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[بقية دعاء التوجه]-
حنيفًا (1) مسلمًا وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتى ونسكى (2) ومحياى ومماتى لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، قال أبو النَّضر وأنا أوَّل المسلمين (3) الَّلهمَّ لا إله إلاَّ أنت (وفى روايةٍ اللَّهمَّ أنت الملك لا إله إلاَّ أنت) ربِّي وأنا عبدك ظلمت نفسى (4) واعترفت بذنبي فاغفرلى ذنوبى جميعًا لا يغفر الذُّنوب إلاَّ أنت واهدنى لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلاَّ أنت واصرف عنِّي سيِّئها لا يصرف عنِّى سيِّئها إلاَّ أنت تباركت (5) (وفي رواية لبَّيك (6) وسعديك والخير كلُّه فى يديك (7) والشَّرُّ ليس
__________
وقوله " فطر " أي خلق (1) الحنيف المائل إلى الدين الحق وهو الإسلام قاله الأكثر ويطلق على المائل والمستقيم وهو عند العرب اسم لمن كان على ملة إبراهيم وانتصابه على الحال (2) النسك العبادة لله وهو من ذكر العام بعد الخاص (ومحياي ومماتي) أي حياتي وموتي والجمهور على فتح الياء الآخرة في محياي وقرئ بإسكانها (3) عند مسلم وأبي داود وأنا أول المسلمين كالرواية الأولى واختارها الشافعية ويقولها الرجل والمرأة سواء وفي المستدرك للحاكم من رواية عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة " قومي فاشهدي اضحيتك وقولي أن صلاتي ونسكي محياي ومماتي إلى قوله وأنا من المسلمين " فدل على ما ذكرناه (4) هو اعتراف بما يوجب نقص حظ النفس من ملابسة المعاصي تأدباً وأراد بالنفس هنا الذات المشتملة على الروح (5) قال ابن الأنباري تبارك العباد بتوحيدك وقيل ثبت الخير عندك وقال النووي استحققت الثناء (6) هو من الب بالمكان إذا أقام به وثنى هذا المصدر مضافاً إلى الكاف وأصل لبيك لبين فحذف النون للإضافة وقال النووي قال العلماء ومعناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة (وقوله) وسعديك قال الأزهري وغيره معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد متابعة (7) زاد الشافعي عن مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة (والمهدي من هديت) قال الخطابي وغيره فيه الإرشاد إلى الأدب في الثناء على الله ومدحه بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها على الأدب ولفظ اليدين في الحديث من المتشابه وللسلف والخلف فيه مذهبان مشهوران فالسلف يقولون فيه وفي أمثاله نؤمن بكل ما ورد من ذلك ولا يعلم المراد منه إلا الله