كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[مذاهب العلماء فى حكم دعاء الافتتاح]-
وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين (1)، فإذا سلَّم من الصَّلاة قال اللَّهمَّ اغفر لي ما قدَّمت وما أخَّرت (2) وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت (3) وما أنت أعلم به منِّى (4) أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر (5) لا إله إلاَّ أنت
__________
(قال النووي) قال العلماء معناه حمداً لو كان أجساماً لملا السموات والأرض وما بينهما لعظمه وهكذا قال القاضي عياض وصرح أنه من قبيل الاستعارة (وقوله وملء ما شئت من شيء بعد) وذلك كالكرسي والعرش وغيرهما مما لم يعلمه إلا الله والمراد الاعتناء في تكثير الحمد (1) أي المصورين والمقدرين والخلق في اللغة الفعل الذي يوجده فاعله مقدراً له لا عن سهو وغفلة والعبد قد يوجد منه ذلك قال الكعبي لكن لا يطلق الخالق على العبد إلا مقيداً كالرب (2) المراد بقوله ما أخرت إنما هو بالنسبة إلى ما وقع من ذنوبه المتأخرة لأن الاستغفار قبل الذنب محال كذا قال أبو الوليد النيسابوري قال الأسنوي ولقائل أن يقول المحال إنما هو طلب مغفرته قبل وقوعه وإما الطلب قبل الوقوع أن يغفر إذا وقع فلا استحالة فيه (3) المراد به الكبائر لأن الإسراف الإفراط في الشيء ومجاوزة الحد فيه (4) أي من ذنوبي وإسرافي في أموري وغير ذلك (5) قال البيهقي قدم من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين وأخر من شاء عن مراتبهم وقيل قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده وأخر من أبعده عن غيره فلا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم (6) أي ليس لنا معبود نتذلل له ونتضرع إليه في غفران ذنوبنا إلا أنت ربنا إغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت إقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (تخريجه) (م. فع. د. مذ. قط) وصححه الترمذي ورواه ابن ماجه مختصراً (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية الافتتاح بالأدعية المذكورة فيه (قال النووي رحمه الله تعالى) أما الاستفتاح فقال باستحبابه جمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ولا يعرف من خالف فيه إلا مالكاً رحمه الله فقال لا يأتي بدعاء الاستفتاح ولا بشيء بين القراءة والتكبير أصلاً بل يقول الله أكبر الحمد لله رب العالمين " قال النووي " وأما ما يستفتح به فإنه يستفتح بوجهت وجهي الخ وبه قال علي بن أبي طالب (وقاله عمر) بن الخطاب وابن مسعود والأوزاعي والنوري وأبو حنيفة وأصحابه وإسحاق وداود يستفتح بسبحانك اللهم الخ ولا يأتي بوجهت وجهي (وقال أبو يوسف) يجمع بينه وهو قال أبي إسحاق المروزى والقاضي أبي حامد من أصحابنا قال ابن المنذر أي ذلك قال أجزأه وأنا

الصفحة 184