كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[بقية مذاهب الائمة فى حكم البسملة]-
(13) باب تفسير سورة الفاتحة وحجة من قال ان البسملة ليست آية منها
(520) عن العلاء بن عبد الرَّحمن بن يعقوب أنَّ أبا السَّائب مولى
__________
التي استدل بها المالكية وفيها " لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها " محمولة على أنهم لا يذكرونها جهراً في أول الفاتحة ولا في أول السورة بعدها وليس المراد نفي ذكرها مطلقاً لما في بعض روايات الحديث من أنهم كانوا يسرون بها وحديث عبد الله بن المغفل ليس بحجة على عدم قراءتها لأنه أخبر بما علم وغيره من الصحابة أثبت قراءتها والمثبت مقدم على النافي بل قال العلماء أن حديث عبد الله بن المغفل يدل على عدم الجهر بها فقط لا على نفيها ولهذا ترجم له الترمذي فقال (باب ماجاء في ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم) ولم يورد في الباب غيره وهو من حجج القائلين بعدم الجهر (وأما قول المالكية) أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر ولم يوجد في البسملة " فغير مسلم " لأن بعض القراء السبعة أثبت البسملة والقراآت السبع متواترة فيلزم تواترها وأيضاً فإن أثباتها في المصحف في معنى التواتر وقد صرح عضد الدين بأن الرسم دليل علمي (أي قطعي) على أن التواتر يشترط فيما يثبت قرآنا على سبيل القطع بخلاف ما ثبت قرآنا على سبيل الحكم والذي يظهر لي أن أدلة القائلين بعدم البسملة مطلقاً غير قوية (بقيت أدلة القائلين بالجهر بها والقائلين بعدمه) والجمع سهل وهو أن النبي صلى اله عليه وسلم كان يجهر بها أحياناً ويسر بها أخرى قال بان القيم رحمه الله تعالى في الهدى كان صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم تارة ويخفيها أكثر مما يجهر بها ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل ليلة خمس مرات أبدا حضراً وسفراً ويخفي ذلك على خلفائه الراشدين وعلى جمهور أصحابه وأهل بلده في الإعصار الفاضلة اهـ (قال الشوكاني) وقد جمع القرطبي بما حاصله أن المشركين كانوا يحضرون المسجد فإذا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أنه يذكر رحمن اليمامة يعنون مسيلمة فأمران يخافت ببسم الله الرحمن الرحيم ونزلت " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " قال الحكيم الترمذي فبقى ذلك إلى يومنا هذا على ذكر الرسم وإن زالت العلة وقد روى هذا الحديث الطبراني في الكبير والأوسط وعن سعيد بن جبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وكان المشركون يهزؤن بمكاء وتصدية ويقولون محمد يذكر إله اليمامة وكان مسيلمة الكذاب يسمى رحمن فأنزل الله " ولا تجهر بصلاتك " فتسمع المشركين فيهزؤا بك " ولا تخافت عن أصحابك فلا تسمعهم " رواه ابن جبير عن ابن عباس ذكره النيسابوري في التفسير وهذا جمع حسن أن صح أن هذا كان السبب في ترك الجهر وقد قال في مجمع الزوائد أن رجاله موثقون اهـ 520 عن العلاء بن عبد الرحمن (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا