كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[قصة سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه مع أهل الكوفة]-
(وعنه من طريق ثان) (1) قال قال عمر رضى الله عنه لسعد شكاك النَّاس (2) فى كلِّ شيء حتَّى في الصَّلاة، قال أمَّا (3) أنا فأمد من الأوليين وأحذف من الأخريين ولا آلو (4) ما اقتديت به من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر ذاك الظَّن بك أو ظنِّي بك (5)
__________
والمعهود في التفرقة بين الركعات إنما هو ة (وقوله وأحذف) بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة قال الحافظ وكذا هو في جميع طرق هذا الحديث التي وقفت عليها لكن في رواية البخاري (وأخف) بضم الهمزة وكسر الخاء المعجمة والمراد بالحذف حذف الأوليين لا حذف أصل القراءة والإخلال بها فكأنه قال أحذف المد (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر شعبة عن أبي عون عن جابر بن سمرة وبهز وعفان قالا حدثنا شعبة أخبرني أبو عون قال بهز قال سمعت جابر بن سمرة قال قال عمر الخ (2) يعني أهل الكوفة وقد سمى الطبري منهم الجراح بن سنان وقبيصة وذكر العسكري في الأوائل أن منهم الأشعث بن قيس وقال الزبير بن بكار رفع أهل الكوفة عليه أشياء كشفها عمر فوجدها باطلة ويقويه قول عمر في وصيته فإنى لم أعزله من عجز ولا خيانة وكان عمر رضي الله عنه أمر سعداً على قتال الفرس في سنة أربع عشرة ففتح الله عز وجل العراق على يديه ثم احتط الكوفة سنة سبع وعشرة واستمر عليها أميراً إلى سنة إحدى وعشرين فوقع له من أهل الكوفة ما وقع (3) أما بالتشديد للتقسيم والقسيم محذوف والتقدير أما هم فقالوا ما قالوا وأما أنا فأمد أي أطول القراءة في الركعتين الأوليين (واحذف) أي أقصرها في الأخريين (4) بمد الهمزة وضم اللام من آلا يألو ومنه قوله عز وجل " لا يألونكم خبالاً " أي لا يقصرون في إفسادكم والمراد هنا أي ما قصرت في صلاتي بهم فإني اقتديت بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) أي هذا الذي تقوله هو الذي نظنه بك (تخريجه) (ق. د. هق وغيرهم) (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية قراءة سورة أو شيء من القرآن بعد الفاتحة (وقد ذهب) إلى إيجاب قرآن مع الفاتحة عمر وابنه عبد الله وعثمان بن أبي العاص والهادي والقاسم والمؤيد بالله كذا في البحر وقدره الهادي بثلاث آيات قال القاسم والمؤيد بالله أو آية طويلة أفاده الشوكاني (قال النووي رحمه الله) واستحباب السورة بعد الفاتحة مجمع عليه في الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات وهو سنة عند جميع العلماء وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة وهو شاذ مردود وأما السورة الثالثة والرابعة فاختلف العلماء