كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[جواز قراءة أكثر من سورة بعد الفاتحة]-
(553) عن نافعٍ قال رَّبما أمَّنا ابن عمر بالسُّورتين والثَّلاث فى الفريضة
(554) عن نهيك بن سنانٍ السَّلميِّ أنه أتى عبد الله بن مسعودٍ رضى الله عنه فقال قرأت المفصَّل اللَّيلة فى ركعةٍ (1) فقال هذَّا مثل هذِّ الشِّعر (2) أو نثرًا مثل نثرٍ الدَّقل (3) إنَّما فصِّل لتفِّصلوا، لقد علمت النَّظائر (4) الَّتى كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقرن (5) عشرين سورةً، الرَّحمن
__________
553 عن نافع (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافع قال الخ (تخريجه) (هق) وأرده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح 554 عن نهيك بن سنان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشام (غريبه) (1) سبب قول نهيك جاء في رواية أخرى للإمام أحمد ذكرته في كتاب تفسير القرآن في باب ما جاء من القراآت مفصلاً وذكره مسلم من رواية أبي وائل قال " جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى عبد الله (يعني ابن مسعود رضي الله عنه) فقال يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف؟ ألفاً تجده أم ياء؟ من ماء غير آسن أو ماء غير ياسن قال فقال عبد الله وكل القرآن قد أحصيت غير هذا؟ قال إني لأقرأ المفصل في ركعة الحديث " والمعنى أن نهيك أخبر ابنم سعود بكثرة تهذبه هذا كهذ الشعر وهو بتشديد الذال أي تسرع إسراعاً كإسراع الشعر لأن الهذ معناه شدة الإسراع والإفراط في العجلة والاستفهام إنكاري بمعنى النهي فكأنه قال لا تسرع في القراءة ففيه النهي عن الهذ والحث على الترتيل والتدبر وبه قال الجمهور (3) الدقل بفتحتين هو ردئ التمر ويابسه لأن لردائته ويبسه لا يجتمع ويكون منثوراً وشبه قراءته به لتساقط الترتيل فيها كما يتساقط الرطب اليابس من العذق (وقوله إنما فصل) أي بينت معانيه أحكمت أحكامه (لتفصلوا) أي تبينوا ألفاظه وترتلوا قراءته (4) يعني السور المتماثلة في المعني كالمواعظ والحكم والقصص لا المتماثلة في عدد الآي (5) أي يجمع بين كل اثنتين منهن وقوله عشرين مفعول ثان لقول علمت وفي رواية لمسلم " إني لأعرف النظائر التي كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين في ركعة عشرين سورة في عشر ركعات " ورواية أبي داود " كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة النجم والرحمن في ركعة واقتربت والحاقة في ركعة

الصفحة 212