كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[حجة من قال بالقراءة فى الظهر والعصر]-
كلَّها (1) غير أنِّي لا أدرى أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فى الظُّهر والعصر أم لا، (2) (زاد في روايةٍ ولكنَّا نقرأ) ولا أدرى كيف كان يقرأ هذا الحرف (وقد بلغت من الكبر عتيًّا أو عسيًّا) (3)
(567) عن المطَّلب بن عبد الله قال تماروا فى القراءة في الظُّهر والعصر فأرسلوا إلى خارجة بن زيدٍ فقال قال أبى (4) قام أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القيام ويحرِّك شفتيه فقد أعلم ذلك لم يكن إلاَّ لقراءة (5)
__________
النعمان ثنا هشيم أنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس " الحديث " (غريبه) (1) أي معظمها وكان يقال لابن عباس حبر الأمة والبحر لكثرة علمه دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة وحنكه بريقه حين ولد وثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ضم ابن عباس إلى صدره وقال " اللهم علمه الكتاب " وله في رواية أخرى " اللهم علمه الحكمة " ولمسلم في رواية " اللهم فقهه " وعند الإمام أحمد " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " ومناقبه كثيرة سنذكرها في كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (2) المعنى أن ابن عباس رضي الله عنهما شك في قراءته صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر وقد روى عنه الجزم بعد القراءة كما تقدم وروى عنه أيضاً ثبوت القراءة فكيف الجمع بين هذه الروايات؟ (قلت) كيفية الجمع أن يقال أنه جزم أولاً بعد القراءة كما تفيده رواياته السابقة ولما تكلم بعض الصحابة بأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيهما تشكك فقال لا أدري ولما تواترت أخبار الصحابة بالقراءة جزم بالقراءة فيهما والله أعلم (3) يعني ابن عباس رضي الله عنهما شك أيضاً في القراءة في قوله تعالى حكاية عن زكريا (وقد بلغت من الكبر عتياً) هل قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عتياً بالتاء الفوقية أو عسياً بالسين المهملة لأن معناهما واحد يقال عتا أي عسى عظمه ونجل ولم يبق فيه لقاح ولا جماع والعرب تقول للعود إذا يبس عتا يعتو عتياً وعتواً وعسى يعسو عسواً وعسياً (تخريجه) (د) وابن جرير في تفسيره وسنده جيد 567 عن المطلب بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو أحمد ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله " الحديث " (غريبه) (4) يعني زيد ابن ثابت رضي الله عنه (وقوله قام أو كان) شك الراوي هل قام زيد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القيام أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القيام أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القيام (5) يعني أن زيداً رضي الله عنه كان يستدل على قراءته صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر بتحريك شفتيه وفي حديث أبي الأحوص الآتي بعد هذا عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال (كانت تعرف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر

الصفحة 221