كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[مقدار القراءة في الظهر والعصر]-
(573) عن أبي العالية قال اجتمع ثلاثون من أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا أمَّا ما يجهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة فقد علمناه، وما لا يجهر فيه فلا نقيس بما يجهر به، قال فاجتمعوا فما اختلف منهم اثنان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظُّهر قدر ثلاثين آيةً فى الرَّكعتين الأوليين فى كلِّ ركعةٍ، وفى الرَّكعتين الأخريين قدر النِّصف من ذلك،
__________
573 عن أبي العالية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا المسعودي عن زيد العمي عن أبي نضرة قال يزيد أنا سفيان عن زيد العمي عن أبي العلاية " الحديث " (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط ويقال أن يزيد بن هارون سمع منه في حال اختلاطه والله أعلم اهـ (قلت) الحديث له شاهد عند مسلم والنسائي والطحاوي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية أو قال نصف ذلك وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية أو قال نصف ذلك وفي العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية وفي الآخريين قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الآخريين قدر نصف ذلك " وهذا لفظ مسلم (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية القراءة في الظهر والعصر وأما إنكار ابن عباس رضي الله عباس رضي الله عنهما ذلك فكان في أول الأمر ثم ثبت عنه الرجوع إلى القراءة كما تقدم (قال الخطابي رحمه الله) وهذا وهم من ابن عباس قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الظهر والعصر من طريق كثيرة (منها) حديث أبي قتادة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ويسمعنا الآية أحيانا (ومنها) حديث خباب " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر فقيل له بم كنتم تعرفون؟ قال باضطراب لحيته؟ اهـ (وفي أحاديث الباب أيضاً) دلالة على تطويل القراءة في الركعتين الأوليين من الظهر بقدر ثلاثين آية في كل ركعة وفي الركعتين الأوليين من العصر في كل ركعة قدر خمس عشرة آية وقد وردت أحاديث مختلفة في قدر القراءة في الظهر والعصر (قال الترمذي رحمه الله) وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في الظهر قدر تنزيل السجدة وروى عنه أنه كان يقرأ في الركعة الأولى من الظهر قدر ثلاثين آية وفي الركعة الثانية قدر خمس عشرة آية وروى عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى أن اقرأ في الظهر بأوساط المفصل ورأى بعض أهل العلم أن قراءة صلاة العصر كنحو القراءة في صلاة المغرب يقرأ بقصار المفصل