كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

(253) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أمر (1) بلال أن يشفع الأذان (2) ويوتر الإقامة (ومن طريق ثانٍ) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل أنا خالد عن أبي قلابة قال أنس أمر بلالٌ أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة فحدثت به أيوب فقال إلا الإقامة.
(254) عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه (أبي جحيفة رضي الله عنه) قال رأيت بلالاً يؤذن ويدور وأتتبع فاه (3) هاهنا وهاهنا (زاد في رواية يعني يميناً وشمالاً وإصبعاه في أذنيه (4).
__________
(253) عن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الوهاب ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس الخ (غريبه) (1) هو بضم الهمزة وكسر الميم أي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي رحمه الله هذا هو الصواب الذي عليه جمهور العلماء من الفقهاء وأصحاب الأصول وجميع المحدثين وشذ بعضهم فقال هذا اللفظ وشبههه موقوف لاحتمال أن يكون الآمر غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا خطأ, والصواب أنه مرفوع لأن إطلاق ذلك إنما ينصرف إلى صاحب الأمر والنهي وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومثل هذا اللفظ قول الصحابي أمرنا بكذا ونهينا عن كذا أو أمر الناس بكذا ونحوه فكله مرفوع سواء قال الصحابي ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بعد وفاته والله أعلم اهـ م (2) أي يأتي به مثنى وهذا مجمع عليه اليوم وحكى في افراده خلاف عن بعض السلف, وأما قوله ويوتر الإقامة فمعناه يأتي بها وتراً ولا يثنيها بخلاف الأذان (وقوله) إلا الإقامة معناه إلا لفظ الإقامة وهي قوله قد قامت الصلاة فإنه لا يوترها بل يثنيها قاله النووي م (تخريجه) (ق. الأربعة. فع. هق. قط. والطحاوي)
(254) عن عون بن أبي جحيفة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه الخ (غريبه) (3) في لفظ آخر وكنت أتتبع فاه الخ ولم يبين في الحديث وقت التفات المؤذن يميناً وشمالا والظاهر أنه مقيد بوقت الحيعلتين لما في رواية أبي داود «رأيت بلال خرج إلى الأبطح فأذن فلما بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح لوى عنقه يمينا وشمالا ولم يستدر» وقد بوب له ابن خزيمة فقال باب انحراف المؤذن عند قوله «حي على الصلاة حي على الفلاح بفمه لا ببدنه كله» والحكمة في ذلك الاسماع (4) في وضع المؤذن إصبعيه في أذنيه حال الأذان فائدتين ذكرهما العلماء, (الأولى) أن ذلك أرفع لصوته, قال الحافظ وفيه حديث ضعيف من طريق سعد القرظ

الصفحة 24