كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[جواز الفتح على الإمام ومذاهب العلماء فى ذلك]-
صلَّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وترك آيةً، فقال له رجلٌ يا رسول الله تركت آيةً كذا وكذا، قال فهلاَّ ذكَّرتنيها؟ (1)
__________
في مسند الإمام أحمد (1) زاد ابن حبان فقال ظننت أنها قد نسخت قال فإنها لم تنسخ (تخريجه) (د. حب. والأثرم) وفي إسناده يحيى بن كثير الكاهلي وثقة ابن حبان وابن شاهين وقال أبو حاتم لما سئل عنه شيخ وضعفه النسائي وقال الحافظ في التقريب لين الحديث (الأحكام) أحاديث الباب تدل على جواز النسيان على الأنبياء في غير ما أمروا بتبليغه وتقدم الكلام على ذلك وفيها جواز قطع القراءة لعذر كسعال (قال النووي) وهذا جائز بلا خلاف ولا كراهة فيه إن كان القطع لعذر وإن لم يكن له عذر فلا كراهة اهـ (قلت) وفيها أيضا على الإمام لقوله صلى الله عليه وسلم " فهلا ذكرتنيها " أي ذكرتني الآية التي تركتها وفيه أشعار بأن الفتح على الإمام كان معهوداً لهم ويؤيده ما رواه الحاكم عن أسن رضي اله عنه قال (كنا نفتح على الأئمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال الحافظ وقد صح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال على (إذا استطعمك الإمام فأطعمه) يعني أنه إذا تعايا في القراءة فلقيه (وقد اختلف الناس في حكم هذه المسألة فروى عن المنصور بالله أنه كان يرى الوجوب (وروى) عن عثمان ابن عفان وابن عمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يريان بذلك بأساً وهو قول طاء والحسن وابن سيرين ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق (وروى) عن ابن مسعود والشعبي والنوري كراهة ذلك وهو قول بي حنيفة في رواية (وفي رواية) أنه ينوي الفتح على الإمام ولا ينوي القراءة على الصحيح لأن الفتح مرخص فيه والقراءة منهي عنها (واختلفوا أيضاً في الفتح على غير الإمام) سواء أكان ذلك الغير مصلياً أم تالياً (فذهبت الحنفية) إلى أنه مبطل للصلاة إلا إذا قصد به التلاوة (وذهبت المالكية) إلى البطلان إلا إذا فتح مأموم على مأموم آخر ففيه خلاف والأصح البطلان (وذهبت الشافعية) إلى جواز الفتح مطلقاً على إمامه وغيره إلا أن الفتح على غير إمامه يقطع الموالاة في قراءة الفاتحة إن كان مشغولاً بها أثناء الفتح على أمامه فلا (وذهبت الحنابلة) إلى أن الفتح على غير الإمام مكروه والصلاة صحيحة (قال الشوكاني رحمه الله) والأدلة قد دلت على مشروعية الفتح مطلقاً فعند نسيان الإمام الآية في القراءة الجهرية يكون الفتح عليه بتذكيره تلك الآية كما في حديث الباب وعند نسيانه لغيرها من الأركان يكون الفتح بالتسبيح للرجال والتصفيق للنساء اهـ والله أعلم