كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[ذكر حذّاق القرّاء من الصحابة رضي الله عنهم]-
كفروا (1) قال وقد سمانَّى؟ (2) قال نعم، قال فبكى (3)
(607) حدّثنا عبد الله حدَّثنى أبى ثنا يملى ثنا الأعمش عن أبى وائلٍ عن مسروقٍ قال كنت جالسًا عند عبد الله بن عمرٍو فذكر عبد الله بن مسعودٍ، فقال إنَّ ذاك الرَّجل لا أزال أحبُّه أبدًا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن عن أربعةً (4) عن ابن أمِّ عبد فبدأ به، (5) وعن معاذٍ، وعن سالمٍ مولى أبى حذيفة، قال يعلى ونسيت الرَّابع (6) (ومن طريقٍ ثانٍ) حدّثنا عبد الله حدَّثنى أبى ثنا محمَّد بن جعفرٍ ثنا شعبة عن سليمان سمعت أبا وائلٍ يحدِّث عن مسروقٍ عن عبد الله بن عمر وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال،
__________
هذه المنزلة الرفيعة (1) وجه تخصيص هذه السورة أنها وجيزة جامعة لقواعد كثيرة من أصول الدين وفروعه ومهماته والإخلاص وتطهير القلوب وكان الوقت يقتضي الاختصار (2) فيه جواز الاستثبات في الاحتمالات وسببه هنا أنه جوز أن يكون الله تعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على رجل من أمته ولم ينص عليه (3) فيه جواز البكاء للسرور والفرح بما يبشر الإنسان ويعطاه من معالي الأمور واختلفوا في وجه الحكمة في قراءته على أبي فقيل سببها أن يسن لأمته القراءة على أهل الاتقان والفضل ليتعلموا آداب القرآن ولا يأنف أحد من ذلك وقيل التنبيه على جلالة أبي وأهليته لأخذ القرآن عنه ولذلك كان بعده صلى الله عليه وسلم رأسا وإماماً في إقراء القرآن وهو أجل ناشريه أو من أجلهم رضي الله عنه (تخرجيه) (ق وغيرهما) 607 حدثنا عبد الله (غريبه) (4) أي تعلموه عنهم ولم يذكر الرابع في هذه الرواية وذكر في الرواية الثانية وهو أبي بن كعب كما في رواية الشيخين أيضاً والأربعة المذكورون منهم اثنان من المهاجرين وهما عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وهو ابن معقل بوزن مسجد وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم إما لأنهم كانوا أكثر ضبطاً له وأتقن لأدائه أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه صلى الله عليه وسلم مشافهة وتصدوا لأدائه من بعده فلذلك ندب إلى الأخذ عنهم ل أنه لم يجمعه غيرهم ولا شاركهم أحد في حفظ القرآن بل حفظه جماعة من الصحابة أيضاً قتل منهم سبعون في غزوة بئر معونة وكان يقال لهم القراء رضي الله عنهم أجمعين (5) فيه أن البداءة بالرجل في الذكر على غيره في أمر اشترك فيه مع غيره يدل على تقدمه فيه (6) هو أبي بن كعب كما في الرواية الثانية