كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

(255) عن ابن أبي محذورة عن أبيه أو عن جده قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان لنا ولموالينا, (1) والسقاية لبني هاشم, والحجامة لبني عبد الدار.
__________
عن بلال, (والثانية) أنه علامة للمؤذن ليعرف من يراه على بعد أو من كان به صمم أنه يؤذن والله أعلم (تخريجه) (ق. والأربعة وغيرهم)
(255) عن ابن أبي محذورة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا خلف ابن الوليد قال ثنا هذيل بن بلال عن ابن أبي محذورة الخ (غريبه) (1) الظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم خصهم بذلك لمزية علمها فيهم وربما كانت حسن الصوت وارتفاعه في الأذان والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه رجل لم يسم (الأحكام) الحديث الأول من أحاديث الباب فيه تثنية التكبير لا تربيعه وإليه ذهبت المالكية وأبو يوسف, ومن أهل البيت زيد بن علي والصادق والهادي والقاسم محتجين به وبما أخرجه مسلم من روايات هذا الحديث عن أبي محذورة وفيه أن الأذان مثنى فقط وبأن التثنية عمل أهل المدينة وهم أعرف بالسنن, وبحديث أمره صلى الله عليه وسلم لبلال بتشفيع الأذان وإيتار الإقامة وهو من أحاديث الباب أيضاً وأخرجه الشيخان وغيرهما (قال الشوكاني رحمه الله) الحق أن روايات التربيع أرجح لاشتمالها على الزيادة وهي مقبولة لعدم منافاتها وصحة مخرجها اهـ
(قلت) وفي أحاديث الباب أيضاً ذكر الترجيع والتثويب وقد تقدم الكلام عليهما في الباب السابق (وفيها أيضا) تثنية الإقامة وإفرادها, أما تثنيتها فقد جاءت في حديث أبي محذورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة وفيه والإقامة مثنى مثنى ثم ذكرها مفصلة وأما إفرادها فقد جاء في حديث أنس «أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة» وحديث ابن عمر, إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين والإقامة مرة مرة, غير أنه يقول قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الخ (وقد اختلف الناس في ذلك) فذهب الشافعي وأحمد وجمهور العلماء إلى أن ألفاظ الإقامة إحدى عشرة كلمة كلها مفردة إلا التكبير في أولها وآخرها ولفظ قد قامت الصلاة فإنها مثنى مثنى مستدلين بحديث أنس وابن عمر المشار إليهما, قال الخطابي مذهب جمهور العلماء والذي جرى به العمل في الحرمين والحجاز والشام واليمن ومصر والمغرب إلى أقصى بلاد الإسلام أن الإقامة فرادى

الصفحة 25