كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[حجة من قدر الطمأنينة فى كلّ من الركوع والسجود بثلاث تسبيحات]-
(3) باب بطلان صلاة من لم يتم الركوع والسجود
(631) عن البراء بن عثمان الأنصاريِّ عن هانئ بن معاوية الصَّد فىِّ حدَّثه قال حججت زمان عثمان بن عفَّان فجلست فى مسجد النبي
__________
لا يروى عن جبير إلا بهذا إسناد وعبد العزيز بن عبد الله صالح ليس بالقوي (ومن ذلك) حديث أبي مالك الأشعري " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فلما ركع قال سبحان الله وبحمده ثلاث مرات ثم رفع رأسه " رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب وفيه بعض كلام وقد وثقه غير واحد أورد هذه الأحاديث الثلاثة الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد مع بيان درجاتها كما ذكرنا وهي بمجموعها تدل على استحباب التسبيح في الركوع والسجود ثلاثاً لا أقل ومن فعل ذلك كان عاملاً بأصل السنة قال الترمذي والعمل على هذا عند أهل العلم يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود عن ثلاث تسبيحات وروى عن ابن المبارك أنه قال أستحب للإمام أن يسبح خمس تسبيحات لكي يدرك من خلفه ثلاث تسبيحات وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم اهـ (قلت) وفي أحاديث الباب أيضاً مشروعية التسبيح عشر مرات أخذاً من حديث الباب المروي عن أبي سعيد عن أنس قال الشوكاني قيل فيه حجة لمن قال إن كمال التسبيح عشر تسبيحات والأصح أن المنفرد يزيد في التسبيح وما أراد وكلما زاد كان أولى والأحاديث الصحيحة في تطويله صلى الله عليه وسلم ناطقة بهذا وكذلك لإمام إذا كان المؤتمون لا يتأذون بالتطويل اهـ (وقال ابن عبد البر) ينبغي لكل إمام أن يخفف لأمره صلى الله عليه وسلم وإن علم قوة من خلفه فإنه لا يدري ما يحدث عليهم من حادث وشغل وعارض وحاجة وحدث وغير ذلك (وفي أحاديث الباب أيضاً) استحباب تسوية الأركان بعضها ببعض ما عدا القيام للقراءة والجلوس للتشهد فإنهما يكونان أطول وإن لم يرد هذا الاستثناء في أحاديث الباب لكنه ورد عند البخاري عن البراء بن عازب قال " كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده بين السجدتين وإذا رفع من الركوع ما خلال القيام والقعود قريباً من السواء " وهذا الحديث عند الإمام أحمد ومسلم بدون استثناء (قال الحافظ) وإذا جمع بين الروايتين ظهر من الأخذ بالزيادة فيهما أن المراد بالقيام المستثنى القيام للقراءة وكذا القعود المراد به القعود للتشهد اهـ (وفيهما أيضاً) استحباب تسوية الظهر في الركوع وفيها غير ذلك والله أعلم 631 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا بن لهيعة ثنا الحارث

الصفحة 259