كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[أذكار الركوع والسجود]-
(637) وعنها أيضاً قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول فى ركوعه وسجوده سبحانك (1) اللَّهم وبحمدك أغفر لى يتأوَّل القرآن (2)
__________
السين والقاف (قال النووي رحمه الله) والضم أفصح وأكثر قال الجوهري في فصل (سبح) سبوح من صفات الله تعالى قال ثعلب كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر وكذلك الذروح وهي دويبة حمراء منقطة بسواد تطير وهي من ذوات السموم وقال ابن فارس والزبيدي وغيرهما سبوح هو الله عز وجل فالمراد بالسبوح القدوس المقدس فكأنه قال مسبح مقدس رب الملائكة والروح ومعنى سبوح المبرأ من النقائص والشريك وكل مالا يليق بالألهية قدوس المطهر من كل ما لا يليق بالخالق وقال الهروي قيل القدوس المبارك قال القاضي عياض وقيل فيه سبوحاً قدوساً على تقدير أسبح سبوحاً أو أذكر أو أعظم أو أعبد (وقوله رب الملائكة الروح) قيل الروح ملك عظيم وقيل يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام وقيل خلق لأراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ م (تخريجه) (م. د. نس. هق) 637 وعنها أيضاً (نسده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قلت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث " (غريبه) (1) في رواية ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه إذا جاء نصر الله والفتح إلا يقول فيها سبحانك " الحديث " وفي بعض طرقه عند مسلم ما يشعر بأنه كان يواظب على غير ذلك داخل الصلاة وخارجها (وقوله سبحانك) منصوب على المصدرية والتسبيح التنزيه كما تقدم غير مرة (وقوله بحمدك) هو متعلق بمحذوف دل عليه التسبيح أي وبحمدك سبحتك ومعناه بتوفيقك لي وهدايتك وفضلك علي سبحتك لا بحولي وقوتي قال القرطبي ويظهر وجه آخر وهو إبقاء معنى الحمد على أصله وتكون الباء باء السببية ويكون معناه بسبب أنك موصوف بصفات الكمال والجلال سبحك المسبحون وعظمك المعظمون قد روى بحذف الواو من قوله وبحمدك وبإثباتها (2) يعني قوله تعالى " فسبح بحمد ربك واستغفره " أي يعمل بما أمر به فيه فكأني قول هذا الكلام البديع في الجزالة المستوفى ما أمر به في الآية وكان يأتي به في الركوع والسجود لأن حالة اختارها لأداء هذا الواجب الذي أمر به فيكون أكمل والله أعلم (تخريجه) (ق. هق. والأربعة إلا الترمذي)