كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[مذاهب الأئمة فى حكم التسبيح فى الركوع والسجود]-
(5) باب النهي عن القراءة فى الركوع والسجود
(640) عن علىّ رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ
__________
أذكار الاعتدال قريباً في باب الرفع من الركوع (تخريجه) (فع. د. مذ. جه. هق) وغيرهم بإسناد جيد ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولفظ أبي داود (اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني) ولفظ الترمذي مثله لكنه ذكر (واجبرني وعافني) وفي رواية ابن ماجه (وارفعني بدل واهدني) وفي رواية البيهقي (رب اغفر لي وارحمني وأجرني وارفعني وارزقني واهدني) قال النووي رحمه الله فالاحتياط والاختيار أن يجمع بين الروايات ويأتي بجميع ألفاظها وهي سبعة " اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وأجرني وارفعني واهدني وارزقني " اهـ ج (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية هذا التسبيح في الركوع والسجود وقد ذهبت الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي وجمهور العلماء إلى أنه سنة وليس بواجب (وقال إسحاق بن راهويه) التسبيح واجب فإن تركه عمداً بطلت صلاته وإن نسيه لم تبطل (وقال الظاهري) واجب مطلقاً وأش اختياره (وقال أحمد) التسبيح في الركوع والسجود وقول سمع الله لمن حمده وربنا لك الحمد والذكر بين السجدتين وجميع التكبيرات واجب فإن ترك منه شيئاً عمداً بطلت صلاته وإن نسيه لم تبطل ويسجد للسهو هذا هو الصحيح عنه وعنه رواية أنه سنة كقول الجمهور وقد روى القول بوجوب تسبيح الركوع والسجود عن ابن خزيمة احتج الموجبوب بحديث عقبة بن عامر وبقوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " وبقول الله تعالى " سبحوه " ولا وجوب في غير الصلاة فتعين أن يكون فيها وبالقياس على القراءة (واحتج الجمهور) حديث المسيء صلاته فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمه واجبات الصلاة ولم يعلمه هذه الأذكار مع أنه علمه تكبيرة الإحرام والقراءة فلو كانت هذه الأذكار واجبة لعلمه إياها لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز فيكون تركه لتعليمه دالاً على أن الأوامر الواردة بما زاد على علمه للاستحباب لا للوجوب جمعاً بين الأدلة (قال النووي) وأما القياس على القراءة ففرق أصحابنا بأن الأفعال في الصلاة ضربان (أحدهما) معتاد للناس في غير الصلاة وهو القيام والقعود وهذا لا تتميز العبادة من العادة فوجب فيه الذكر ليتميز (والثاني) غير معتاد وهو الركوع والسجود فهو خضوع في نسفه متميز لصورته عن أفعال العادة فلم يفتقر إلى مميز والله أعلم اهـ 640 عن علي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن نمير ثنا