كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[كلام العلماء فى أذكار الأعتدال من الركوع والرفع منه]-
.....
__________
البعض الكسر قال ابن جرير هو خلاف ما عرفه أهل النقل ولا يعلم من قاله غيره ومعناه بالفتح الحظ والغنى والعظمة وغنما ينفعه العمل الصالح وبالكسر الاجتهاد أي لا ينفعه اجتهاده وإنما تنفعه الرحمة (تخريجه) (م. د. نس) (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية الإتيان بما جاء فيها من الأذكار حين الرفع من الركوع وحين الاعتدال بعده وإنه عام لكل مصل وقد اختلف الأئمة في ذلك (فذهب الشافعي) إلى أنه يقول في حال ارتفاعه سمع الله لمن حمده وإذا استوى قائماً قال ربنا لك الحمد إلى آخره وأنه يستحب الجمع بين هذين الذكرين للإمام والمأموم والمنفرد وبهذا قال عطاء وأبو بردة ومحمد بن سيرين وإسحاق وداود (وقال أبو حنيفة) يقول الإمام والمنفرد سمع الله لمن حمده فقط والمأموم ربنا لك الحمد فقط وحكاه ابن المنذر عن ابن مسعود وأبي هريرة الشعبي ومالك وأحمد قال وبه أقول وقال (النووي) والأوزاعي وروى عن مالك أنه يجمع بينهما الإمام والمنفرد ويحمد المؤتم (وقال أبو يوسف ومحمد) الإمام والمنفرد أيضاً ولكن يسمعل المؤتم احتج القائلون بأن الإمام والمنفرد يقولان سمع الله لمن حمده فقط والمأموم ربنا لك الحمد فقط بحديث الباب عن أبي هريرة (إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد) الحديث رواه أيضاً البخاري ومسلم واحتج القائلون بأنه يجمع بينهما كل مصل بحديث أبي هريرة الثاني في الباب (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده قال اللهم ربنا ولك الحمد) رواه الشيخان أيضاً بأحاديث أخرى بهذا المعنى وكلها صحيحة (قال النووي) وثبت في صحيح البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" صلوا كما رأيتموني أصلي " فيقتضي هذا مع ما قبله أن كل مصل يجمع بينهما ولأنه ذكر يستحب للإمام فيستحب لغيره كالتسبيح في الركوع وغيره ولأن الصلاة مبينة على أن لا يفتر عن الذكر في شيء منها فإن لم يقل بالذكرين في الرفع واعتدال بقي أحد الحالين خالياً عن الذكر قال (وأما الجواب) عن قوله صلى الله عليه وسلم " وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد " فقال أصحابنا فمعناه قولوا ربنا لك الحمد مع ما قد علمتموه من قول سمع الله لمن حمده وإنما خص هذا بالذكر لأنهم كانوا يسمعون جهر النبي صلى الله عليه وسلم يسمع الله لمن حمده وإنما خص هذا بالذكر لأنهم كانوا يسمعون جهر النبي صلى الله عليه وسلم بسمع الله لمن حمده فإن السنة فيه الجهر ولا يسمعون قوله ربنا لك الحمد لأنه يأتي به سراً وكانوا يعلمون قوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " مع قاعدة التأسي به صلى الله عليه وسلم مطلقاً وكانوا يوافقون في سمع الله لمن حمده فلم يحتج إلى الأمر به ولا يعرفون ربنا لك الحمد فأمروا به والله أعلم اهـ ج واحتج الباقون ببعض هذه الأدلة (أما حكم هذه الأذكار) فالجمهور على استحبابها وتقدم الخلاف في ذلك في باب الذكر في الركوع والسجود (قال