كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[النهي عن الافتراش فى السجود كافتراش الكلب]-
(662) عن شعبة قال جاء رجلٌ إلى ابن عبَّاس فقال إنَّ مولاك إذا سجد وضع جبهته وذراعيه وصدره بالأرض، فقال له ابن عبَّاس ما يحملك على ما تصنع؟ قال التَّواضع، قال هكذا ربضة الكلب (1) رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا يسجد رؤى بياض إبطيه (2)
(663) عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال تدبَّرت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته مخوِّيَّا (3) فرأيت بياض إبطيه
__________
662 عن شعبة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم عن ابن أبي ذئب عن شعبة " الحديث " وفي آخره قال أبي وحدثنا هـ حسن أنا ابن أبي ذئب فذكر مثله (غريبه) (1) أي هيئة نومه ولصوقه بالأرض وربوض الكلب والغنم والبقر والفرس مثل بروك الإبل وجثوم الطير وبابه جلس قاله في المختار (2) يعني أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع مرفقيه عن إبطيه في السجود حتى يرى بياضهما (قال الحافظ) قال إن التين فيه دليل على أنه لم يكن عليه صلى الله عليه وسلم قميص لانكشاف إبطيه وتعقب باحتمال أن يكون القميص واسع الأكمام وقد روى الترمذي في الشمائل عن أم سلمة (قالت كان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم القميص) أو أراد الراوي أن موضع بياضهما لو لم يكن عليه ثوب الرؤى قاله القرطبي اهـ ما نقله الحافظ (فإن قيل) يؤخذ منه أن إبطيه صلى الله عليه وسلم لم يكن عليهما شعر (قلت) في ذلك نظر لأنه سيأتي في حديث عبد الله بن أقرم (فلما أنظر إلى عفرتي إبطي رسول الجلد بسواد الشعر لأن العفرة بياض غير خالص وسيأتي توضيح ذلك فيكون المراد بالبياض بياض الجلد من خلال الشعر (تخريجه) لم أقف عليه وسنده جيد 663 عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس " الحديث " (غريبه) (3) أي مجافياً بطنه عن الأرض (وفي رواية كان إذا سجد خوّى) أي جافى بطنه عن الأرض ورفعها وجافى في عضديه عن جنبيه حتى يخوى ما بين ذلك (تخريجه) لم أقف عليه وسنده جيد

الصفحة 279