كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

والندب الى الخير واصابة الفضل كما علم الناس في الدعاء الذي أمرهم به أن يقولو الصلوات وما أشبه ذلك اهـ {قلت} ومن حججهم أيضا أن الأذان الذي هو الأصل ليس عند الجمهور فالاجابة لا تكون واجبة وعلى هذا فيستحب لسامع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذن الا في الحيعلتين فانه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن» عام مخصوص بحديث ابي رافع ان النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى اذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله» وتقدم أول الباب وبحديث عمر رضي الله عنه عند مسلم وابي داود والنسائي وتقدم في الكلام على حديث علقمة بن الوقاص (قال النووي في شرح المهذب) قال اصحابنا وانما استحب للمتابع أن يقول مثل المؤذن في غير الحيعلتين ليدل على رضاه به وموافقته في ذلك وأما الحيعلة فدعاء الى الصلاة وهذا لا يليق بغير المؤذن فاستحب للمتابع ذكر آخر فكان لا حول ولا قوة إلا بالله لانه تفويض محض الى الله تعالى وثبت في الصحيحين عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة» قال اصحابنا ويستحب متابعه لكل سامع من طاهر ومحدث وجنب وحائض وكبير وصغير لانه ذكر وكل هؤلاء من أهل الأهواء من أهل الذكر ويستثنى من هذا المصلي ومن هو على الخلاء والجماع فإذا فرغ من الخلاء والجماع تابعه صرح به صاحب الحاوي وغيره فإذا سمعه وهو في قراءة أو ذكر أو درس أو نحو ذلك قطعه وتابع المؤذن ثم عاد الى ما كان عليه ان شاء وان كان في صلاة فرض أو نفلقال الشافعي والاصحاب لا يتابع عليه في الصلاة فإذا فرغ منها قاله اهـ (قال الشوكاني) في الدرر البهية وقد اختار بعض العلماء الجمع عند الحيعلتين بين المتابع للمؤذن والحوقله وهو جمع حسن وان لم يكن متعينا اهـ {وفي احاديث الباب أيضا} أنه يستحب للسامع أن يقول كل كلمة بعد فراغ المؤذن منها ولا ينتظر فراغه من كل الأذان لحديث عمر المشار إليه سابقا (وفيها) أنه يستحب أن يقول بعد قوله وانا أشهد ان محمدا رسول الله رضينا بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا لحديث سعد بن ابي وقاص (وفيها) استحباب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد فراغه من متابعة المؤذن واستحباب سؤال الوسيلة له صلى الله عليه وسلم ويستحب الدعاء بين الإذان والإقامة لحديث أنس المتقدم في الباب الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «الدعاء لا يرد بين الأذان والاقامة» فإذا كان الاذان لصلاة المغرب استحب للسامع أن يقول بعد فراغ وقبل الإقامة «اللهم هذا اقبال ليلك وادبار نهارك وأصوات دعاتك اغفر لي» لان النبي صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة رضي الله عنها أن تقول ذلك رواه أبو داود والترمذي (يستحب) أيضا متابعة المقيم في ألفاظ

الصفحة 34