كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

(290) عن عمرو بن أوس أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ (1) يَقُولُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ (2)
__________
بالسوق بالمدينة وقال ابن بطال هو حجر كبير عند باب المسجد وعند الطبراني «فامر بالنداء الاول على دار له يقال لها الزوراء» {تخريجه} (خ والاربعة وغيرهم)
(290) عن عمرو بن أوس {سنده} حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا عبدالرزاق أخبرني ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أن عمر بن اوس أخبره ان رجلا الخ {غريبه} (1) أي ذا مطر (2) الرحال جمع رحل وهو مسكن الرجل وما فيه من اثاث سواء من حجر ومدر وخشب أو شعر وصوف ووبر وغيرها والظاهر أن قوله صلوا في رحالكم إذن لهم لا إيجاب لذلك فقوله حي على الصلاة نداء بالحضور لمن يريد ذلك فلا منافاة بين مؤداهما وقد جاء في بعض روايات مسلم ان هذه الجملة تقال بعد الشهادتين وعند النسائي بعد الفراغ من الأذان قال النووي وكل ذلك جائز كما نص عليه الشافعي لكن بعده احسن ليتم نظم الأذان نقله عنه الحافظ (ف) {تخريجه} (نس) من هذا الطريق وفي اسناده مبهم ورواه مسلم بسنده عن نافع عن ابن عمر أنه نادى بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ومطر فقال في آخر ندائه الا صلوا في رحالكم الا صلوا في رحالكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يامر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر في السفر أن يقول «الا صلوا في رحالكم» رواه البخاري من حديث ابن عباس بنحوه ومالك والبخاري أيضا من حديث عبدالله بن عمر {الأحكام} في أحاديث الباب دليل على أن الأذان المشروع الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر هو ما كان يفعله بلال على باب المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم جالس على المنبر كما في رواية الطبراني
«ان بلالا كان يؤذن على باب المسجد» وان الأذان الذي يفعل اليوم على المنارة انما احدثه عثمان رضي الله عنه حينما كثر الناس بالمدينة» كما هو مصرح به في رواية وكان امره بذلك بعد مدة من خلافته كما عند أبي نعيم في المستخرج للاعلام بوقت الجمعة قال الحافظ والذي يظهر أن الناس أخذوا بفعل عثمان في جميع البلاد إذ ذاك لكونه كان خليفة مطاع الأمر لكن ذكر الفاكهاني ان أول من أحدث الأذان الاول بمكة الحجاج وبالبصرة زياد قال الحافظ وبلغني أن أهل الغرب الأدنى الآن الآن لا تاذين عندهم سوى مرة وروى ابن ابي شيبة من طريق ابن عمر قال الأذان الأول يوم الجمعة بدعة فيحتمل أن يكون قال ذلك على سبيل الأنكار ويحتمل ان يريد انه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما لم يكن في

الصفحة 39