كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

(298) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سمع أحدكم الأذان والإناء على يده فلا يدعه حتى يقضي حاجته منه (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وزاد فيه وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر
__________
(298) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي روح ثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة (الحديث) (غريبة) (1) البزوغ الطلوع يقال بزغت الشمس وبزغ القمر وغيرهما إذا طلعت (نه) (تخريجه) (د. ك) وسنده جيد وصححه العيوطي (في الجامع الصغير) (الأحكام) أحاديث الباب تدل على تحريم التخلف عن صلاة الجماعة في المسجد بدون عذر وان ذلك من خصال المنافقين لا سيما إذا سمع النداء وعلم بدخول الوقت قال الترمذي وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انهم قالوا (من سمع النداء فلك يجب فلا صلاة له) وقال بعض أهل العلم هذا على التغليظ والتشديد ولا رخصة لاحد في ترك الجماعة الا من عذر قال مجاهد وسئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل لا يشهد جمعة ولا جماعة فقال هو في النار حدثنا بذلك هناد المحاربي عن ليث عن مجاهد ومعنى الحديث ان لا يشهد الجماعة والجمعة رغبة عنها واستخفافا لحقها ونهاونا بها اهـ وفيها أيضا تحريم الخروج من المسجد بعد الأذان وإلى ذلك ذهبت الحنابلة وقالت المالكية بالكراهة عقب الأذان وقبل الإقامة ويحرم بعدها وذهبت الحنفية والشافعية إلى الكراهة أيضا قال ابو عيسى الترمذي وعلى هذا العمل عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم أن لا يخرج أحد من المسجد بعد الأذان الا من عذر ان يكون على غير وضوء او لابد منه ويروي عن ابراهيم النخمي انه قال يخرج مالم يأخذ المؤذن في الإقامة قال أبو عيسى الترمذي وهذا عندنا لمن له عذر في الخروج منه قال وأبو الشعثاء اسمه سليم بن الاسود وهو والد اسود بن ابي الشعثاء وقد روي اشعث بن ابي الشعثاء هذا الحديث عن أبيه اهـ قلت وحديث ابي هريرة الاخير يدل على جواز التخلف لمن سمع النداء إذا كان يأكل او يشرب بقدر حاجته والله اعلم

الصفحة 44