كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[إستحباب تنظيف المساجد وتطييبها]-
(360) عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببنيان المساجد فى الدور وأمر بها أن تنظَّف (1) وتطيب
(361) عن علىِّ بن زيد بن جدعان قال حدَّثنى أبو بكر بن أنس ابن مالك قال قدم أبى من الشَّام وافدًا وأنا معه فلقينا محمود بن الرَّبيع فحدث
__________
صاحب المرفاة هو جمع دار وهو اسم جامع للبناء والعرصة والمحلة والمراد المحلات فانهم كانوا يسمون المحلة التي اجتمعت فيها قبيلة دارا أو محمول على اتخاذ بيت في الدار للصلاة كالمسجد يصلي فيه أهل البيت قاله ابن الملك والأول هو المعول وعليه العمل وحكمه أمره صلى الله عليه وسلم لأهل كل محلة ببناء مسجد فيها أنه قد يتعذر او يشق على أهل محلة الذهاب للاخرى فيحرمون أجر المسجد وفضل إقامة الجماعة فيه فأمروا بذلك ليتيسر لاهل كل محلة العبادة في مسجدهم من غير مشقة تلحقهم وقال البغوي قال عطاء لما فتح الله تعالى على عمر رضي الله عنه الا مصار امر المسلمين ببناء المساجد وأمرهم أن لا يبنوا مسجدين يضار أحدهما الاخر ومن المضار فعل تفريق الجماعة اذا كان هناك مسجد يسعهم فان ضاق من توسعته أو اتخاذ مسجد يسعهم اهـ مافي المرقاة (تخريجه) (د. مذ) بلفظ حديث الباب وصححه س (360) عن عائشة رضي الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني ابي ثنا عامر ابن صالح قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الحديث (غريبه) (1) بالتاء والياء بصيغة المجهول أي تطهر كما في رواية ابن ماجة والمراد تنظيفها من الوسخ والدنس والنتن والتراب (وقوله وتطيب) بالتاء والياء أيضا أي بالرش والعطر ويجوز أن يحمل التطيب على التجمير في المسجد قال القارئ في المرفاة قال ابن حجر وبه يعلم أنه يستحب تجمير المسجد بالبخور خلافا لمالك حيث كرهه فقد كان عبد الله يجمر المسجد اذا قعد عمر رضي الله عنه على المنبر واستحب بعض السلف التخليق بالزعفران والطيب وروي عنه عليه السلام فعله وقال الشعبي هو سنة وأخرج ابن أبي شيبة أن ابن الزبير لما بنى الكعبة طلى حيطانها بالمسك وأنه يستحب أيضا كنس المسجد وتنظيفه وقد روي ابن أبي شيبة أنه عليه السلام كان يتبع غبار المسجد بجريدة اهـ من المرفاة (تخريجه) (د. جه. حب) وسنده جيد (361) عن علي بن زيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حسين بن

الصفحة 79