كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[جواز اتخاذ المساجد في الدور]-
أبي حديثًا عن عتبان (1) بن مالك قال أبى أى بنىِّ احفظ هذا الحديث فإنَّه من كنوز الحديث، فلمَّا قفلنا (2) انصرفنا إلى المدينة فسألنا عنه فإذا هو حىٌّ، وإذا شيخٌ أعمى معه، قال فسألناه عن الحديث فقال نعم، ذهب بصرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ذهب بصرى ولا أستطيع الصَّلاة خلفك فلو بوَّأت (3) فى دارى مسجدًا فصلَّيت فيه فأتَّخذه مصلىَّ قال نعم، فإنِّى غادٍ عليك غدًا، قال فلمَّا صلَّّى من الغد التفت إليه فقام حتَّى أتاه (وفى روايةٍ فجاء هو أبو بكرٍ وعمر) فقال يا عتبان أين تحبُّ أن أبوِّئ لك فوصف له مكانًا فبوَّأ له وصلَّى فيه، ثمَّ حبس (4) أو جلس (وفى رواية فاحتبسوا على طعامٍ) وبلغ من حولنا من الأنصار فجاؤا حتَّى ملئت علينا الدَّار فذكروا المنافقين وما يلقون من أذاهم وشرَّهم حتَّى صيروا وأمرهم (5) إلى رجلٍ منهم يقال له مالك بن الدُّخشم (6) (وفى روايةٍ الدُّخشن أو الدُّخيشن)
__________
محمد قال ثنا جرير يعني ابن حازم عن علي بن زيد بن جدعان (الحديث) {غريبه} (1) بكسر أوله وسكون ثانيه هو ابن مالك بن عمرو العجلاني رضي الله عنه
(2) القفول الرجوع من السفر وبابه دخل ومنه القافلة. وهي الرفقة الراجعة من السفر، قاله في المصباح (3) أي اتخذت واخترت (4) رواية البخاري وحبسناه على خزيرة صنعناها له أي منعناه من الرجوع (والخزيرة) نوع من الأطعمة، قال ابن قتيبة تصنع من لحم يقطع صغارا ثم يصب عليه ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق، وإن لم يكن فيه لحم فهو عصيدة اهـ (5) عند الإمام أحمد من طريق آخر تقدم في الباب التاسع من كتاب الإيمان " فأسندوا عظيم ذلك إلى مالك بن دخيشم " تصغير دخشم بالميم هكذا بالأصل هناك، أي جعلوه رأس المنافقين (6) بضم الدال المهملة مشددة وسكون الخاء المعجمة بعدها شين مضمومة ثم ميم. ونقل الطبراني عن أحمد بن صالح أنه الصواب. وهي رواية الطيالسي، وكذا لمسلم من طريق ثابت عن أنس عن عتبان، والطبراني من طريق النضر بن أنس عن أبيه، وفي رواية للإمام أحمد والبخاري "الدخشن" بضم الدال المهملة والشين المعجمة بينهما خاء ساكنة (أو الدخيشن) بضم الدال المهملة وفتح الخاء المعجمة وسكون الياء التحتانية بعدها شين معجمة مكسورة ثم نون، والشك فيه من الراوي هل هو مصغر أو مكبر