كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)
-[أبواب المساجد - الفتح الرباني]-
وقالوا من حاله ومن حاله (1) ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكتٌ، فلمَّا أكثروا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس يشهد أن لا إله إلاَّ الله؟ فلمَّا كان فى الثَّالثة قالوا إنَّه ليقوله، قال والذَّى بعثنى بالحقَّ لئن قالها صادقًا من قلبه لا تأكله النَّار أبدًا (2) قالوا فما فرحوا بشئٍ قطُّ كفرحهم بما قال (3) (ومن طريقٍ ثانٍ) (4) عن ثابتٍ عن أنس (بن مالكٍ) رضى الله عنه أنَّ عتبان بن مالكٍ ذهب بصره فقال يا رسول الله لو جئت صلَّيت فى دارى أو قال فى بيتى لاتَّخذت مصلاَّك مسجدًا، فجاء النَّبى صلى الله عليه وسلم فصلَّى في داره أو قال فى بيته، واجتمع قوم عتبان إلى النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم قال فذكروا مالك بن الدُّخشم، فقالوا يا رسول الله إنَّه وإنَّه يعرِّضون (5) بالنِّفاق، فقال النَّبى صلى الله عليه وسلم أليس يشهد أن لا إله إلاَّ الله وأنِّى رسول الله؟ قالوا بلى، قال والَّذى نفسي بيده لا يقولها عبدٌ صادقٌ بها إلاَّ حرِّمت عليه النَّار
(362) عن أنس بن سيرين قال سمعت أنس بن مالكٍ قال كان رجلٌ من الأنصار ضخمًا (6) لا يستطيع لأن يصلِّى مع النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
__________
(1) أي من حاله كذا وكذا ومن حاله كذا وكذا من الخصال الذميمة (2) رواية البخاري " إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " والمعنى واحد، والمراد من التحريم هنا وعدم أكل النار إياه تحريم التخليد؛ جمعا بينه وبين ما ورد من دخول أهل المعصية فيها وتوفيقا بين الأدلة (3) أي لما في الدين الإسلامي من السهولة والتسامح (4) {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل ثنا حماد عن ثابت عن أنس "الحديث" {غريبه} (5) التعريض ضد التصريح يقال عرّض لفلان وبفلان إذا قال قولا وهو يعنيه، ومنه المعاريض في الكلام وهي التورية بالشئ عن الشئ {تخريجه} (ق. لك. نس. جه. طب. وغيرهم)
(362) عن أنس بن سيرين {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا شعبة قال أخبرني أنس بن سيرين الخ {غريبه} (6) الضخم الغليظ من كل شئ والأنثى ضخمة والجمع ضخمات بالتسكين لأنه صفة وإنما يحرك إذا كان اسما مثل جفنات وثمرات