كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 3)

-[تحقيق أن الفخذ من العورة]-
وسلَّم كان جالسًا كاشفًا عن فخذه فاستأذن أبو بكرٍ فأذن له وهو على حاله، ثمَّ استأذن عمر فأذن له وهو على حاله، ثمَّ استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه، فلمَّا قاموا قلت يا رسول الله استأذن أبو بكرٍ وعمر فأذنت لهما وأنت على حالك، فلمَّا استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك، فقال يا عائشة ألا أستحى من رجلٍ والله إنَّ الملائكة تستحى منه
(370) عن عمير بن إسحاق قال كنت مع الحسن بن علىٍ رضى الله عنهما فلقينا أبو هريرة فقال أرنى أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل، فقال (1) بقميصه، قال فقبل سرَّته
__________
عبد الله بن سيار قال سمعت عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا "الحديث" {تخريجه} (م) والبخاري تعليقا، ولفظ مسلم عن عائشة قالت
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه الحديث) وفيه فلما استأذن عثمان جلس
(370) عن عمير بن إسحاق {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق الخ {غريبه} (1) هذا من التعبير بالقول عن الفعل وهو كثير {تخريجه} (ك) وصححه بإسناد آخر من غير طريق عمير، وحديث الباب في إسناده عمير بن إسحاق الهاشمي مولاهم وفيه مقال والله أعلم بحقيقة الحال {الأحكام} استدل بأحاديث الباب من قال أن الفخذ ليست بعورة؛ وقد تقدم ذكرهم في الباب السابق وأجاب القائلون أن الفخذ عورة بأجوبة، (منها) أن أحاديث الباب حكاية فعل (ومنها) أنها لا تقوى على معارضة تلك الأقوال الصحيحة العامة لجميع الرجال (ومنها) التردد الواقع في رواية مسلم التي ذكرناها في خلال الشرح بلفظ (كاشفا عن فخذيه أو ساقيه) قالوا والساق ليس بعورة إجماعا (ومنها) أن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يظهر فيها دليل يدل على التأسي به في مثل ذلك، وأجابوا أيضا عن حديث أبي هريرة وتقبيله سرة الحسن بأن فعل أبي هريرة لا حجة فيه، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقع والحسن طفلا، وفرق بين عورة الصغير والكبير، وإلا لزم أن ذكر الرجل ليس بعورة، لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قبل زبيبة الحسن أو الحسين أخرجه الطبراني والبيهقي من حديث أبي ليلى الأنصاري، قال البيهقي وإسناده ليس بالقوي

الصفحة 86