كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 4)

-[حل إشكال صلاته صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الوتر- مع قوله صلى الله عليه وسلم اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراُ]-
(4) باب ما يقرأ به في الوتر
(1092) عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع سور من المفصل، يقرأ في الركعة الأولى ألهاكم التكاثر وإنا أنزلناه في ليلة القدر وإذا زلزلت الأرض، وفي الركعة الثانية والعصر وإذا جاء نصر الله
__________
رواية الركعتين فليس بصواب، لأن الأحاديث إذا صحت وأمكن الجمع بينها تعين (يعني الجمع) وقد جمعنا بينها ولله الحمد أهـ حكاه الشوكاني رحمه الله عن النووي ثم قال أما الأحاديث التي فيها الأمر للأمة أن يجعلوا آخر صلاة الليل وتراً فلا معارضة بينها وبين فعله صلى الله عليه وسلم للركعتين بعد الوتر، لما تقرر في الأصول أن فعله صلى الله عليه وسلم لا يعارض القول الخاص بالأمة فلا معنى للاستنكار، وأما حديث أنه كان آخر صلاته صلى الله عليه وسلم من الليل وتراً، فليس فيها ما يدل على الدوام لما قرره من عدم دلالة لفظ كان عليه؛ فطريق الجمع باعتباره صلى الله عليه وسلم أن يقال إنه كان يصلي الركعتين بعد الوتر تارة ويدعها تارة، وأما باعتبار الأمة فغير محتاج إلى الجمع لما عرفت من أن الأوامر بجعل آخر صلاة الليل وتراً مختصة بهم، وأن فعله صلى الله عليه وسلم لا يعارض ذلك (وقال ابن القيم في الهدي) وقد أشكل هذا يعني حديث الركعتين بعد الوتر على كثير من الناس فظنوه معارضاً لقوله صلى الله عليه وسلم (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) ثم حكي عن مالك وأحمد ما تقدم، وحكي عن طائفة ما قدمنا عن النووي، ثم قال والصواب أن يقال إن هاتين الركعتين تجريان مجرى السنة وتكميل الوتر فإن الوتر عبادة مستقلة، ولاسيما إن قيل بوجوبه فتجري الركعتان بعده مجري سنة المغرب من المغرب فأنها وتر النهار والركعتان بعدها تكميل لها، فكذلك الركعتان بعد وتر الليل والله أعلم أهـ (قال الشوكاني) والظاهر ما قدمنا من اختصاص ذلك به صلى الله عليه وسلم، وقد ورد فعله لهاتين الركعتين بعد الوتر من طريق أم سلمة عند أحمد في المسند ومن طريق غيرها، قال الترمذي روي نحو هذا عن أبي أمامة وعائشة وغير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المسند أيضاً والبيهقي عن أبي أمامه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما إذا زلزلت الأرض زلزالها وقل يا أيها الكافرون أهـ
(1029) عن علي رضي الله عنه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد ابن عبد الله بن الزبير وأسود بن عامر قالا ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي

الصفحة 304