كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 4)

-[مذاهب العلماء فيما يقرأ به في الوتر]-.
(1096) وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
__________
ابن خالد عند النسائي وهو مقبول.
(1096) (وعن ابن عباس الخ) حديث ابن عباس المشار إليه تقدم بسنده ومتنه وشرحه وتخريجه في الفصل الثاني من الباب الثالث من أبواب الوتر (الأحكام) أحاديث الباب تؤيد مشروعية الوتر بثلاث ركعات واستحباب القراءة فيها بما ذكر من الصور، وورد عن بعض الصحابة القراءة بغير ما ذكر قولاً وفعلاً، فقد روى محمد بن نصر (عن سعيد بن جبير) أنه كان يقرأ في الوتر في أول ركعة خاتمة البقرة، وفي الثانية إنا أنزلناه في ليلة القدر وربما قرأ قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة قل هو الله أحد (وروى أيضاً) عن سعيد بن جبير لما أمر عمر بن الخطاب أبى بن كعب أن يقوم بالناس في رمضان كان يوتر بهم فيقرأ في الركعة الأولى إنا أنزلناه في ليلة القدر، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد (وروى عن علي) رضي الله عنه ليس في القرآن شيء مهجور فأوتر بما شئت (وروى النسائي) من طريق عاصم الأحول عن أبي مجاز أن أبا موسى كان بين مكة والمدينة فصلى العشاء ركعتين ثم صلى ركعة أوتر بها فقرأ فيها بمائة آية من النساء، ثم قال ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدميه، وأنا أقرأ بما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (قال الترمذي) والذي اختاره أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم أن يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، يقرأ في كل ركعة من ذلك بصورة أهـ (قلت) وإلى ذلك ذهب (الحنفية والحنابلة والثوري وإسحاق) وإنما اختاره أكثر أهل العلم لأن حديث ابن عباس وأبى بن كعب بإسقاط المعوذتين أصح، وقال ابن الجوزي أنكر أحمد ويحيى بن معين زيادة المعوذتين كذا في التلخيص (قال النووي) رحمه الله مذهبنا أنه يقرأ بعد الفاتحة في الأولى سبح، وفي الثانية قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة قل هو الله أحد مرة والمعوذتين، وحكاه القاضي عن جمهور العلماء، وبه قال مالك وداود؛ قال دليلنا حديث عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر في الأولى سبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية قل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن، ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه من رواية أبي بن كعب، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من رواية ابن عباس، لكن ليس في روايتهما ذكر المعوذتين، وهو ثابت في حديث عائشة كما ذكرناه والزيادة من الثقة مقبولة اهـ (ج)

الصفحة 307