كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 4)

صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام عليكم بأيدينا يمينًا وشمالاً (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يرمون (2) بأيديهم كأنها أذناب الخيل الشمس (3) ألا يسكن أحدكم ويشير بيده على فخذه ثم يسلم على صاحبه عن يمينه وعن شماله؟ وعنه من طريق ثان (4) قال: كنا نقول خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمنا: السلام عليكم يشير أحدنا بيده عن يمينه وعن شماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال الذين يرمون بأيديهم في الصلاة كأنها أذناب الخيل الشمس، ألا يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم عن يمينه وعن شماله.
__________
مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة (الحديث) (غريبه) 1 - أي أشرنا بأيدينا يمينًا وشمالاً كما صرح بذلك في الرواية الثانية. 2 - «يرمون» بالراء، ورواية أبي داود «ما بال أحدكم يرمي بيده» بالراء أيضًا، قال ابن الأثير: إن صحت الرواية بالراء ولم يكن تصحيفًا للواو فقد جعل الرمي باليد موضع الإيماء بها لجواز ذلك في اللغة، تقول: رميت ببصري إليك أي مددته، ورميت إليك بيدي أي أشرت بها، قال: والرواية المشهورة رواية مسلم «علام تومئون» بهمزة مضمومة بعد الميم، والإيماء الإشارة أومأ يومئ إيماءً وهم يومئون مهموزًا ولا تقل أوميت بياء ساكنة. قاله الجوهري. 3 - رواية مسلم «كأنها أذناب خيل شمس» بدون تعريف، وعلى كلتا الروايتين هو بإسكان الميم وضمها مع ضم الشين المعجمة، وهي التي لا تستقر بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها وتمتنع على راكبها يقال: شمس الفرس: منع ظهره، وبابه دخل، ورجل شموس أي صعب الخلق، والمراد هنا النهي عن رفعهم أيديهم عند السلام مشيرين إلى السلام من الجانبين كما سيأتي في الرواية الثانية. (سنده) 4 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا مسعر عن عبد الله بن القبطية قال: سمعت جابر بن سمرة قال: كنا نقول الخ. (تخريجه) (م. د. نس. وغيرهم) (الأحكام) حديث أبي هريرة يدل على مشروعية حذف السلام، وقد تقدم تفسيره، قال ابن سيد الناس: قال العلماء: يستحب أن يدرج لفظ السلام ولا يمد مدًا لا أعلم في ذلك خلافًا بين العلماء. اهـ. واحتج به أبو داود والترمذي والبيهقي وغيرهم، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو الذي يستحبه أهل العلم، وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال

الصفحة 43