كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 4)

3 - باب ما جاء في كون السلام فريضة والاجتزاء بتسليمة واحدة 760 - عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم. 761 - عن عائشة رضي الله عنها في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل قالت: ثم يجلس فيتشهد ويدعو ثم يسلم تسليمة واحدة، السلام عليكم، يرفع بها صوته يوقظنا
__________
«التكبير جزم والسلام جزم» اهـ. قلت: بعضهم يرويه على أنه حديث مرفوع، وقد وقع ذلك للرافعي رحمه الله في (شرح الوجيز) ولفظه «روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: التكبير جزم والسلام جزم» قال الحافظ في (التلخيص): لا أصل له بهذا اللفظ، إنما هو قول إبراهيم النخعي حكاه الترمذي عنه. اهـ. وقال السخاوي في (المقاصد الحسنة): حديث «التكبير جزم» لا أصل له في المرفوع مع وقوعه في كتاب الرافعي، وإنما هو من قول إبراهيم النخعي حكاه الترمذي في جامعه، ومن جهته رواه سعيد بن منصور في سننه بزيادة «والقراءة جزم والأذان جزم»، وفي لفظ عنه «كانوا يجزمون التكبير» اهـ. قلت: ومعنى قوله «جزم» أي لا يمدان ولا يعرب أواخر حروفهما بل يسكن، فيقال: الله أكبر، السلام عليكم ورحمة الله. قال في (النهاية): والجزم القطع، ومنه سمي جزم الإعراب وهو السكون. اهـ. وحديث جابر بن سمرة يدل على كراهة رفع اليدين والإشارة بهما عند السلام في الصلاة. وفيه الحث على الخشوع في الصلاة والسكون فيها والإقبال عليها، وأن السلام يكون مرتين: مرة عن يمينه ومرة عن يساره، ناويًا بذلك السلام على إخوانه الحاضرين عن اليمين والشمال، والله أعلم. 760 - عن علي رضي الله عنه هذا الحديث تقدم الكلام عليه سندًا وشرحًا وتخريجًا في باب افتتاح الصلاة والخشوع فيها، وإنما أثبته هنا لاحتجاج بعض الأئمة به على وجوب السلام. 761 - عن عائشة رضي الله عنها هذا طرف من حديث طويل سيأتي بتمامه وسنده وشرحه في باب ما روي عن عائشة رضي الله عنها في صلاة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن الليل. (تخريجه) (نس. حب. وغيرهما) وقد أخرج نحوه أيضًا (مذ. جه. حب. ك. قط) بلفظ «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه» وقال الحاكم: هو صحيح على

الصفحة 44